يشهد الاقتصاد العالمي في الآونة الأخيرة طفرة غير مسبوقة نتيجة الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُنفق مئات المليارات من الدولارات على بناء مراكز بيانات وتجهيزات متطورة، في خطوة بدأت تنعكس على معدلات النمو الاقتصادي.
إنفاق هائل يعيد تشكيل الأولويات
تقديرات مالية تشير إلى أن حجم الاستثمار في مراكز البيانات هذا العام يصل إلى نحو 375 مليار دولار، مع توقعات بارتفاعه إلى 500 مليار العام المقبل. هذا التوجه جعل قطاع مراكز البيانات يتفوق على قطاعات تقليدية مثل بناء المكاتب، ليصبح أحد أبرز محركات الاقتصاد العالمي.
فرص عمل جديدة ونمو في قطاعات البناء والطاقة
هذه الاستثمارات الضخمة خلقت فرص عمل واسعة للمهندسين والعمال، وأعادت النشاط لشركات البناء وموردي مواد البناء، كما زادت الحاجة إلى الطاقة والمياه بشكل كبير. حتى الصناعات التقليدية مثل الإسمنت والخرسانة تشهد طلبًا متزايدًا بسبب توسع مشاريع مراكز البيانات.
تحذيرات من فقاعة اقتصادية
ورغم الأثر الإيجابي الحالي، يحذر اقتصاديون من مخاطر محتملة إذا لم تتحول هذه الاستثمارات إلى أرباح فعلية في المستقبل. بعض الأصوات ترى أن الحماسة المفرطة قد تؤدي إلى "تصحيح" أو تراجع حاد، يشبه ما حدث خلال فقاعة الإنترنت مطلع الألفية.
مستقبل النمو
مع ذلك، تشير توقعات مراكز أبحاث اقتصادية إلى استمرار نمو الطلب على مراكز البيانات بمعدل يقارب 20% سنويًا حتى عام 2030، مدفوعًا بزيادة الحاجة لتخزين البيانات وتشغيل التطبيقات الرقمية. إلا أن ارتفاع تكاليف الطاقة واعتراض بعض المجتمعات المحلية على هذه المشاريع قد يضع حدودًا لسرعة التوسع.