في خضم الأزمة المستمرة في البحر الأحمر نتيجة التوترات العسكرية بين الحوثيين وإسرائيل، ظهرت بادرة تحول غير متوقعة مصدرها الشرق الأقصى. وفقًا لمصادر لموقع غلوبس الاقتصادي، فإنّ شركة الشحن البحري W Ships، ومقرها في هونغ كونغ، أعلنت عن فتح خط شحن أسبوعي جديد يربط الصين بإسرائيل عبر البحر الأحمر، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ أن فرض الحوثيون حصارًا بحريًا على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
ورغم استمرار إطلاق الحوثيين لصواريخ باليستية، وإصرار شركات الشحن الغربية الكبرى على مقاطعة المسار البحري الذي يمر عبر باب المندب وقناة السويس، قررت W Ships المضي قدمًا في تشغيل هذا المسار، مع اعتماد نموذج لوجستي أكثر تعقيدًا يُعرف بـ”إعادة الشحن في دولة ثالثة”، وفقًا لموقع غلوبس. هذا النموذج يقوم على نقل الحاويات أولًا إلى مصر، حيث يتم استبدال مستندات الشحن وتحميلها مجددًا على سفينة مختلفة قبل توجيهها إلى الموانئ الإسرائيلية.
ورغم ما يضيفه هذا الإجراء من تكاليف إضافية، فإن المدة الزمنية الإجمالية للنقل تُعد ميزة تنافسية كبيرة. على سبيل المثال، شحنة تُرسل من ميناء نانشا جنوب الصين تستغرق حوالي 28 يومًا مع W Ships، مقارنة بـ44 إلى 50 يومًا في شركة “زيم” الإسرائيلية، و38 إلى 48 يومًا مع عملاق الشحن العالمي MSC. أما الشحن من موانئ شنغهاي وكينغداو، فيستغرق 32 و35 يومًا على التوالي، مقارنة بـ46 و50 يومًا في الشركات الأخرى، وذلك وفقًا لما ورد في تقرير غلوبس.
تتمثل ميزة W Ships أيضًا في كونها شركة متوسطة الحجم، مما يسمح لها بالمناورة بعيدًا عن الأنظار. في المقابل، أعلنت شركة “ميرسك” الدنماركية، وهي أكبر شركة شحن في العالم وتستحوذ على 14.3% من سوق الحاويات العالمي، أنها لن تعود في الوقت القريب للعمل عبر البحر الأحمر.
ورغم أن W Ships لا تملك شبكة خطوط كبيرة مقارنة بالعمالقة العالميين، فإن خطوطها المتاحة تكتسب أهمية متزايدة. أحد هذه الخطوط ينطلق من كينغداو، ويمر عبر شنغهاي ونانشا، ثم يتوجه مباشرة إلى البحر الأحمر دون توقفات إضافية. خط آخر يشمل موانئ نينغبو وشاكو في الصين، وسنغافورة، ثم موانئ في الهند وباكستان مثل موندرا وبورت قاسم وكاراتشي. وهناك خط ثالث يعبر من جِدة السعودية إلى الإسكندرية المصرية، ثم إلى غبزة في تركيا، ما يفتح نافذة جديدة لإعادة الربط مع الموانئ الإسرائيلية بشكل غير مباشر.