حذرت منظمات إغاثة دولية من تصاعد في عدد وفيات الجوع بقطاع غزة، وسط استمرار الحصار وتباطؤ إدخال المساعدات الإنسانية. وقال رئيس منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال"، جيريمي كونيندايك، إن وفيات المجاعة الكاملة قد تصل إلى خمسة أرقام إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتنفيذ استجابة شاملة للمجاعة.
وأوضح كونيندايك، الذي ترأس سابقًا مكتب المساعدات الخارجية في الولايات المتحدة، أن الوضع في غزة يشبه كوارث الجوع التي شهدتها إثيوبيا وجنوب السودان واليمن. وأضاف: "نعرف أنماط المجاعة هذه، وما يحدث الآن مخيف".
أرقام المجاعة في تصاعد والمساعدات لا تكفي
وأفادت وزارة الصحة في غزة أن 89 شخصًا توفوا بسبب الجوع في تموز/يوليو فقط، أي أكثر من نصف عدد ضحايا الجوع منذ بداية الحرب، ومعظمهم من الأطفال. يأتي ذلك رغم التخفيف الجزئي للقيود الإسرائيلية على دخول المساعدات منذ يوم الأحد، والذي وصفته الوكالات بأنه "غير كافٍ".
كما أشار تقرير "تصنيف الأمن الغذائي المتكامل" (IPC)، التابع للأمم المتحدة، إلى أن سيناريو المجاعة الأسوأ "يتحقق" على الأرض، إذ تُبلغ 90% من العائلات عن انعدام تام للغذاء. وبيّن أن ثلث الأطفال في مدينة غزة مصابون بسوء تغذية حاد، ما يعكس عتبة المجاعة.
نداءات استغاثة ميدانية وتباطؤ في العمليات
وقالت رايتشل كامينغز، مديرة العمل الإنساني في منظمة "أنقذوا الأطفال" بغزة، في حديثها مع صحيفة فايننشال تايمز إن كل الأطفال الذين فُحصوا مؤخرًا في عيادتهم بمدينة دير البلح كانوا يعانون من سوء تغذية، مضيفة: "نُعطي ما لدينا، لكن الأطفال يعودون إلينا في الأسبوع التالي بحالة أسوأ".
وبينما تستمر إسرائيل في فرض قيود مشددة على المعابر، أشارت الأمم المتحدة إلى أن دخول المساعدات لا يزال محدودًا جدًا، إذ لا يتجاوز عدد الشاحنات اليومية 100، مقارنة بـ600 إلى 700 خلال الهدنة السابقة. وقال مسؤول أممي: "لا يمكننا تنفيذ عمليات إنسانية بالوتيرة المطلوبة... والحشود الجائعة تعترض القوافل ما يؤدي أحيانًا لإطلاق نار".
ضغوط دولية وتحركات سياسية
تزايد الضغط الدولي على إسرائيل بشأن الوضع الإنساني، إذ أعلنت كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية. حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى خلافًا مع الحكومة الإسرائيلية، وأرسل مبعوثه ستيف ويتكوف لمناقشة سبل إدخال مساعدات إضافية.