بعد فترة طويلة من التوتر والقلق في الأسواق العالمية بسبب تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على شركاء بلاده التجاريين، بدأت الأجواء تتحسن مع توقيعه اتفاقيات تجارية جديدة. هذه الاتفاقيات أعطت المستثمرين حول العالم ثقة بأن أسوأ السيناريوهات قد أصبح خلفهم، ما رفع أسواق الأسهم وخفّض المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
اتفاقية مع اليابان وتأثيرها الكبير
الاتفاق الأبرز كان مع اليابان، حيث تم تحديد رسوم جمركية على وارداتها بنسبة 15%، خصوصاً على السيارات، وهو أقل بكثير مما كان ترامب قد هدد به في بداية الشهر. هذا الاتفاق رفع أسهم شركات السيارات اليابانية بشكل كبير، حيث ارتفع سهم "تويوتا" بنسبة 16%، وهو أكبر ارتفاع له منذ عام 1987. كما ارتفع مؤشر الأسهم اليابانية (توبكس) بأكثر من 3% ليصل إلى أعلى مستوى له خلال عام كامل.
تأثيرات إيجابية على أوروبا وآسيا
الأسواق الأوروبية شهدت أيضاً انتعاشاً، إذ ارتفعت أسهم شركات السيارات مثل "بورشه" و"فولكسفاغن" و"ستيلانتيس" بأكثر من 6%. ويأمل المستثمرون أن يكون هذا الاتفاق مقدمة لاتفاق مماثل مع أوروبا قريباً.
وفي آسيا، وُقّعت اتفاقيات مشابهة مع الفلبين وإندونيسيا وفيتنام، بنسب جمركية تراوحت بين 19% و20%. ورغم أن هذه الرسوم لا تزال أعلى من بداية العام، فإنها أقل من النسب العقابية التي كان ترامب يهدد بفرضها.
ثقة متجددة في الاقتصاد الأميركي
قبل أشهر قليلة فقط، كانت الأسواق في حالة اضطراب بسبب سياسات ترامب المتقلبة، حيث خاف المستثمرون من أن تؤدي هذه الحروب التجارية إلى ركود اقتصادي عالمي وانهيار في قيمة الدولار. لكن مع توقيع هذه الاتفاقيات، عاد الأمل في استقرار الأوضاع، وارتفعت عائدات السندات الأميركية وارتفع الدولار مجدداً بعد تراجعات استمرت خمسة أشهر.
خطوات مقبلة واتفاقيات منتظرة
المفاوضات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي والصين، ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت مع المسؤولين الصينيين قريباً في ستوكهولم لبحث تمديد الهدنة التجارية. ورغم الأجواء الإيجابية الحالية، فإن التهديد بفرض رسوم جمركية مرتفعة جداً (30% على الاتحاد الأوروبي و50% على البرازيل) لا يزال قائماً إذا لم تُوقّع اتفاقيات جديدة قبل بداية آب.