4 عرض المعرض


شهادة من العائلة في دير الأسد: أكثر من 15 فردًا استنشقوا الدخان خلال الحريق
(راديو الناس)
في متابعة لفاجعة الحريق الذي اندلع فجر السبت في بلدة دير الأسد، تتكشّف تفاصيل مؤلمة عن اللحظات الأولى للمأساة التي أودت بحياة الأم ربى أسدي وطفلها كرم، وأصابت أكثر من 15 شخصًا من أفراد العائلة بحالات اختناق متفاوتة.
شهادة مؤلمة لأحد أفراد العائلة: "المشهد لا يُنسى"
محمد فرحات، وهو قريب العائلة، قال في حديث خاص لراديو الناس إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا عند الساعة 12:30 بعد منتصف الليل، يخبره أن "دار أخو زوجتك مولعة". وأضاف: "في أقل من خمس دقائق وصلت إلى المكان، وكان البيت مشتعلًا بالكامل، ولم يكن قد تم إخراج أي مصاب بعد".
شهادة صادمة من قلب الفاجعة في دير الأسد: "لم نتمكن من التعرّف على كرم"
وتابع فرحات أن العائلة كانت تظن في البداية أن الطفل محمد لا يزال في المنزل، وأن ربى وأطفالها جميعهم في الداخل. "انتُشلت أولًا جثة الطفل كرم، وكان المشهد مفحمًا للبدن ولم نستطع التعرّف عليه بسهولة"، كما قال. وأضاف: "بعدها انتُشلت ربى وابنتها، ولم تكن هناك أي علامات حياة. عملية الإنقاذ كانت صعبة جدًا، رجال الإطفاء والشباب الذين ساعدوا ضحّوا بحياتهم، كانت العملية معقّدة إلى حد كبير".
قريب العائلة محمد فرحات يتحدث عن الدقائق الأولى من الحريق
موجز الأخبار مع رجاء كناعنة
06:07
وأوضح أن نحو 16 إلى 17 شخصًا من أفراد العائلة أصيبوا، إما بحروق أو باختناق شديد نتيجة استنشاق الدخان الكثيف. وقال: "بعضهم لم يكن في غرف الاحتراق المباشر، لكنهم فقدوا وعيهم وسقطوا أرضًا بسبب الدخان. المشهد لا يُنسى، كان خانقًا بكل معنى الكلمة".
وأشار إلى أن "الطفل كرم كان نائمًا في الصالون، وعندما اشتعلت النار وبدأوا ينادونه من الخارج، ركض نحو الباب، لكنه خاف، فعاد أدراجه نحو الداخل حيث كانت النار تشتد... وهنا وقع المحظور"، على حد قوله.
البحث عن الطفل محمد والمفاجأة
وتحدث فرحات عن لحظة بحثهم عن الطفل محمد، وقال: "كنا نظن أنه لا يزال داخل البيت، واستمرت عمليات البحث عنه وسط الدمار، لكن فجأة تلقينا اتصالًا من أخته الكبرى في مجد الكروم تُخبرنا أنه نائم عندها... كانت لحظة امتزجت فيها الدموع بالذهول".
رئيس مجلس دير الأسد أحمد ذباح يتحدث عن مأساة الحريق
موجز الأخبار مع رجاء كناعنة
03:49
واختتم فرحات حديثه بالقول: "ما حدث فاجعة بكل معنى الكلمة، فقدنا الأم والطفل، والطفل الثاني بحالة حرجة، وجرى إنقاذ أكثر من 15 مصابًا، ولا زلنا ننتظر نتائج التحقيقات حول أسباب الحريق".
سعاد أسدي، عمة الطفل كرم وشقيقة زوج ربى: "كانت تسند العيلة كلها"
"كانت تسند العيلة كلها"
سعاد أسدي، عمة الطفل كرم وشقيقة زوج ربى قالت لمراسل راديو الناس أن: "ربى كانت إنسانة طيبة، كل وقتها مكرّس لأولادها وزوجها المريض. كانت تركض وراهم، تدير بالها عليهم بكل تفاصيل حياتهم. ما كانت تقول لا، حتى لو طلب منها ولد صغير تروح عالدكانة، كانت تروح بدون تردد".
وأشارت إلى أن ربى "تعبت كثير بحياتها، خاصة مع زوجها المريض. كانت تتحمل مسؤولية البيت لحالها تقريبًا، وهي سند العيلة كلها".
"الخبر وصلنا بصدمة بالليل"
عن اللحظة التي وصل فيها خبر الحريق إلى العائلة، قالت سعاد: "وصلنا اتصال حوالي الساعة 12 بالليل، وقالوا إنه في حريق ببيت أخوي. كانت صدمة كبيرة، مش سهلة أبدًا. لما وصلنا ما قدرنا نحكي، ولا نستوعب شو صار".
وأضافت: "أنا عاجزة عن الكلام، بس بقول الله يرحمها ويشفي أولادها اللي ضلوا، ويصبر جوزها، لأنه فعلاً خسر كل شيء".
شقيق ربى صغير يروي اللحظات الأخيرة قبل المأساة
شقيق ربى صغير يروي اللحظات الأخيرة قبل المأساة
روى هادي صغير، شقيق المرحومة ربى صغير، تفاصيل مؤثرة عن شقيقته التي لقيت مصرعها مع نجلها كرم في الحريق الذي اندلع في منزلهما بدير الأسد، مشيرًا إلى أنها كانت سيدة معطاءة كرّست حياتها لعائلتها ووقفت إلى جانب زوجها في مرضه، ولم تكن تتوانى عن خدمة من حولها.
لقاء وداع قبل ساعات من الفاجعة
وأوضح هادي في حديثه: "قبل الحادث بيوم كنت عندها في البيت، قعدت معها خمس دقايق. ودعتني وكأنها كانت حاسة، دعيتلي وقالتلي الله يبعثلك الخير... ما كنت أعرف إنها آخر مرة بشوفها فيها". وأضاف أن ربى كانت دائمة التواجد إلى جانب زوجها في فترة مرضه، وظلت تعتني به حتى اللحظات الأخيرة.
خبر الفاجعة والمشهد المروّع
وعن لحظة تلقيه الخبر، قال: "بلغوني حوالي الساعة وحدة بالليل، قالولي احترقت الدار، طلعت فورًا وشفت العتمة بالشوارع، السيارات، الناس، عرفت إنه إشي كبير".
أحمد ذباح: "كارثة حلت على دير الأسد وسنقف بكل إمكانياتنا بجانب العائلة"
من جانبه، قال رئيس مجلس دير الأسد المحلي، أحمد ذباح، في تصريح إذاعي إن ما حصل "فاجعة كبيرة ألمّت بالبيت وبالبلدة بأكملها". وأكد أن "رب الأسرة كان قد خرج مؤخرًا من المستشفى بعد علاج طويل، وها هي المصيبة تحل عليه مجددًا".
وأضاف: "فتحنا بيت الصلح وبدأنا بتقديم كل ما يمكن من دعم ومساندة للعائلة. سنستعمل كل الأدوات والإمكانيات المتاحة للوقوف معهم".
تحديث من مستشفى رامبام: طفل في حالة حرجة وتحت التنفس الاصطناعي
وفي تحديث صدر عن مستشفى رامبام في حيفا، أُفيد بأن طفلًا يبلغ من العمر نحو 3 سنوات يرقد في وحدة العلاج المكثف بمستشفى "روث" للأطفال. حالته وُصفت بالحرجة بعد إصابته بحروق واسعة، وقد تم تخديره ووضعه تحت جهاز التنفس الاصطناعي.
First published: 10:28, 17.05.25