أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، في بيان مشترك مع الشرطة، عن اعتقال طالب من دير الأسد(22 عامًا)، كان يتعلم في قسم نظم المعلومات بجامعة بن غوريون في بئر السبع، بشبهة التخابر مع جهات استخباراتية إيرانية وتنفيذ مهام أمنية بتوجيه منها.
وبحسب البيان الرسمي، فإن الشاب أقام خلال الأشهر الأخيرة اتصالًا مباشرًا مع عنصر إيراني عبر الإنترنت، ونفّذ عدة مهام "أمنية"، من بينها "بحسب الشاباك" محاولة استهداف شخصية عامة، ونثر مسامير على شارع مركزي في بئر السبع، بالإضافة إلى نشاطات تهدف إلى "تشجيع الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي".
وجاء في البيان أن المشتبه به اعتُقل خلال شهر حزيران الجاري، بعد مراقبة أمنية وتحقيق مشترك بين الشاباك ووحدة "يمار" في لواء الشمال، وتم التحقيق معه في ظل حظر لقاء المحامي في بداية فترة الاعتقال.
مناع: الطالب ضحية احتيال إعلامي من جهات ادعت أنها من الداخل
غرفة الأخبار مع محمد ابو العز محاميد
06:09
المحامي حسين مناع: "الطالب ضحية احتيال إعلامي من جهات ادعت أنها تعمل من الداخل"
وفي حديث خاص أجراه راديو الناس ضمن تغطية غرفة الأخبار، صرّح المحامي حسين مناع، الموكل بالدفاع عن الطالب المعتقل، أن هناك تضخيمًا إعلاميًا وأمنيًا متعمدًا في القضية، وأن موكله "لم يدرك في البداية طبيعة الجهة التي تواصلت معه عبر الإنترنت، والتي قدمت نفسها كمجموعة إسرائيلية تنشط ضد الحرب وتسعى لتغيير سياسي داخل البلاد".
وقال مناع:"منذ اللحظة الأولى رافقت هذا الملف، وأستطيع التأكيد أن ما نُشر في البيان يحتوي على مبالغات كبيرة. هناك مغالطات لا تعكس واقع الملف بدقة، ولا يمكننا الخوض في التفاصيل الكاملة الآن، لكننا ننتظر استلام لائحة الاتهام ومواد التحقيق لنقدم ردًّا قانونيًا واضحًا ومدعومًا بالحقائق."
وتابع:"البيان يقول إن المعلومات التي نقلها الشاب للجهة الإيرانية حتى وإن كانت هامشية، فهي تُعد مساعدة للعدو. لكنني أقول إن هذا التوصيف محاولة للتهويل، لأن المعلومات التي تم تبادلها - إن وُجدت - لا تحتوي على أي تفاصيل تمسّ بأمن الدولة."
تواصل بدأ بخدعة وانتهى بانسحاب
وبحسب المحامي مناع، فإن الشاب تواصل مع هذه المجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن عرّفت عن نفسها بأنها تنتمي إلى جهات إسرائيلية داخلية تسعى لوقف الحرب وإسقاط حكومة نتنياهو، الأمر الذي دفع الشاب إلى التفاعل معها بدافع سياسي وإنساني.
وأضاف:"تمّ تضليل الشاب، وكان يعتقد أنه يتحدث مع ناشطين إسرائيليين يساريين يعارضون الحرب. لاحقًا، وبعد أن بدأ مستوى المطالب يرتفع، بدأ يشعر بأن الأمر ليس كما قُدّم له، وبدأ بالانسحاب ورفض التعاون. في النهاية، لم يُرسل أي معلومة تمسّ بالأمن القومي، ولم يُعطِ معلومات استخباراتية ذات قيمة".
"لا مبالغ مالية كبيرة والدليل: البيان لم يذكرها"
وفي ما يخص الشبهات حول تلقي أموال مقابل تنفيذ المهام، قال مناع إن "البيان لم يتضمن أي تفاصيل حول المبالغ، وهذا مؤشر على أنها لم تكن ذات أهمية أو حتى لم تكن موجودة أصلاً".
وأكد:"لو كانت هناك مبالغ ذات قيمة، لتم ذكرها بدقة كما حدث في قضايا أخرى طالت مشتبهين يهود أو عرب. عدم ذكرها يعكس إما أنها رمزية للغاية أو أنها غير موجودة أصلًا. سنطّلع على تفاصيل هذا الجانب بعد استلام لائحة الاتهام".
إجراءات أولية دون لقاء محامٍ
وأشار المحامي مناع إلى أن الشاب خضع لتحقيقات مكثفة خلال الأيام الأولى من اعتقاله دون السماح له بلقاء محامٍ، وهو ما أثار تحفظ الدفاع حول الظروف التي تم فيها استجوابه:"نعلم كيف تُدار التحقيقات الأمنية في ظل منع اللقاء مع المحامي، وهذا يضع علامات استفهام كبيرة حول بعض ما قيل إنه اعترافات أو روايات وردت في التحقيق."
المرحلة المقبلة
وحول خطوات الدفاع التالية، قال مناع:"نحن بانتظار لائحة الاتهام التي يُتوقع أن تُقدَّم خلال أيام. بعدها سنطلب الاطلاع الكامل على مواد التحقيق، وسنبني دفاعنا القانوني على أسس واضحة. نؤكد أن الشاب لم يتورط فعليًا في أعمال تجسسية، وإنما تمّ تضليله من قبل جهة خدعته بمظهرها ومطالبها."
وختم المحامي حسين مناع تصريحه بالقول:"أؤكد أن هذه القضية مبالغ فيها إعلاميًا وأمنيًا، وسنقوم بتفنيد كل الادعاءات عبر المسار القضائي. لدينا ثقة بأن الأدلة ستُظهر أن موكلي لم يُقدّم أي ضرر فعلي أو معلومات ذات طبيعة أمنية – بل كان ضحية للتضليل والاحتيال."
ومن المنتظر أن تُقدّم النيابة العامة لائحة الاتهام، في وقت تتواصل فيه تحذيرات الشاباك من "خطورة التواصل مع جهات أجنبية، حتى لو بدا أنها غير معادية في ظاهرها".