شهدت عدة مدن إيطالية اليوم الجمعة خروج عشرات الآلاف من المواطنين إلى شوارع البلاد استجابة لدعوة نقابية إلى إضراب عام ليوم واحد، وذلك تضامناً مع أسطول الصمود الذي اعترضته إسرائيل هذا الأسبوع أثناء محاولته نقل مواد غذائية إلى قطاع غزة.
ونظّم الاتحاد العام الإيطالي للعمل احتجاجات في أكثر من 100 مدينة، بينها العاصمة روما حيث انطلقت مسيرات من ساحة فيتوريو باتجاه محطة القطارات الرئيسية، رُفعت خلالها أعلام الاتحاد والنشطاء الفلسطينيين، إضافة إلى لافتات تضامنية.
الإضراب أدى إلى تأخيرات وإلغاءات في شبكة القطارات داخل البلاد، بينما سُجّلت اضطرابات محدودة في بعض المطارات، في حين استمر تشغيل خطوط المترو في روما وميلانو كالمعتاد.
وقال الأمين العام للاتحاد ماوريتسيو لانديني: "هذا ليس مجرد إضراب، بل رسالة إنسانية نرفض من خلالها الإبادة وسياسات التسلح، وندعو إلى تعزيز الأخوّة بين الشعوب".
وتأتي هذه المظاهرات ضمن سلسلة فعاليات تشهدها أوروبا ومناطق أخرى تضامناً مع الأسطول. ومن المقرر أن تستمر التحركات في إيطاليا غداً السبت، حيث يُنتظر تنظيم مسيرة واسعة في روما لتكون ختاماً لأيام من الاحتجاجات التي شاب بعضها مواجهات مع قوات الأمن.
إصابة 5 من رجال الأمن بمواجهات في سويسرا
مواجهات خلال مظاهرات في اليونان ضد إسرائيل
أعلنت الشرطة السويسرية، اليوم الجمعة، إصابة خمسة من أفرادها خلال اشتباكات اندلعت في مدينة جنيف، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين شاركوا في مسيرة داعمة لأسطول "الصمود" المتجه إلى غزة والذي اعترضته إسرائيل.
وبحسب الشرطة، فإن التظاهرة التي شارك فيها نحو ثلاثة آلاف شخص بدأت سلمية وأدت إلى تعطيل حركة المرور وسط المدينة، قبل أن تتصاعد الأحداث مساء الخميس عندما حاول المحتجون الاقتراب من أحد الجسور.
وأفاد متحدث باسم الشرطة بأن بعض المتظاهرين ألقوا أجسامًا صلبة وألحقوا أضرارًا بالممتلكات، ما استدعى التدخل لاحتواء الموقف. وأضاف أن شخصًا واحدًا اعتُقل، فيما لا تزال التحقيقات جارية.
ووثقت مقاطع مصوّرة بثتها وكالات الأنباء استخدام مدافع المياه والقنابل المضيئة لتفريق الحشود، في وقت تعتبر فيه مثل هذه المواجهات أمرًا نادر الحدوث في سويسرا، رغم تنامي الزخم لحركة التضامن مع غزة.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن سويسرية أخرى مثل زيورخ وبرن، كما شهدت دول أخرى بينها إيطاليا وكولومبيا فعاليات مماثلة.
مظاهرات تجتاح مدنا أوروبية
شهدت مدن أوروبية عدة تظاهرات ضخمة لليوم الثاني على التوالي احتجاجاً على سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلي على أسطول "صمود" المتجه إلى قطاع غزة، والذي ضم نحو 40 سفينة تقل قرابة 400 ناشط. واستمرت عملية السيطرة 12 ساعة دون تسجيل مواجهات عنيفة، فيما غرقت إحدى السفن وتم إنقاذ ركابها، في حين تواصل سفينة "مارينت" الإبحار، وسط تحذيرات إسرائيلية من منعها من دخول ما تصفه بـ"منطقة القتال".
وبدأت السلطات الإسرائيلية اليوم إجراءات ترحيل مئات الناشطين، حيث نُقلوا إلى سجن كتسيعوت تمهيداً لإبعادهم جواً أو عبر معبر ألنبي. وتشمل قائمة المعتقلين ناشطين من دول أوروبية وعربية وأميركا اللاتينية، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.
التظاهرات المناهضة لإسرائيل اجتاحت مدناً كبرى في بريطانيا، إيطاليا، إسبانيا، سويسرا، وتركيا، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تطالب برفع الحصار عن غزة. في لندن اندلعت مواجهات مع الشرطة، وفي جنيف استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المحتجين. أما في إيطاليا فشهدت مدن فلورنسا وبيزا احتجاجات واسعة شملت تعطيل حركة القطارات واحتلال مبانٍ جامعية.
3 عرض المعرض


مظاهرات في بريطانية ضد اعتقال ناشطي أسطول الحرية
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
وفي إسبانيا شارك عشرات الآلاف في مسيرات ببرشلونة ومدريد وغرناطة، حيث رفع المتظاهرون شعارات مناهضة لإسرائيل ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. واستدعى وزير الخارجية الإسباني القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد، مؤكداً أن المواطنين الإسبان المشاركين في الأسطول مارسوا "حقوقاً أساسية" وأنهم يحظون بـ"دعم كامل" من حكومته.
كما سُجلت احتجاجات في تركيا وكولومبيا، بينما أعلنت الأخيرة طرد دبلوماسيين إسرائيليين على خلفية اعتراض الأسطول. في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية العملية بأنها "إحباط لمحاولة استفزازية من قبل حماس-صمود"، مؤكدة أن أياً من السفن لم ينجح في اختراق الحصار البحري المفروض على غزة.
First published: 08:22, 03.10.25 





