أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، أن استمرار الحرب في غزة يضع إسرائيل أمام خطر الفشل الاستراتيجي، في ظل تآكل شرعيتها الدولية بسبب ما وصفه بـ"سرد الجوع" واستمرار الأزمة الإنسانية، إلى جانب عدم تحقيق عملية "مركبات جدعون" أهدافها المعلنة.
ووفقًا للمقال الذي نشره يدلين في موقع "واللا"، فإن الضغط الدولي المتزايد، الذي قد يتجسد في عقوبات ومقاطعات أو حتى بوقف قسري للعمليات العسكرية عبر مجلس الأمن أو بضغط أميركي، يهدد بإنهاء الحرب دون ضمان أي مكاسب لإسرائيل، وعلى رأسها تحرير المختطفين.
وأشار يدلين إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجبر إسرائيل بالفعل على تنفيذ هدَن إنسانية ووقف إطلاق النار دون مقابل من حركة حماس، التي استغلت الوضع لتشديد مواقفها في المفاوضات ونشر صور صادمة للرأي العام الإسرائيلي.
وأضاف المقال أن مواصلة التصعيد العسكري الذي يدفع إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يفرض أثمانًا كبيرة، منها سقوط قتلى بين الجنود والمختطفين، وتحمل أعباء حكم عسكري في غزة، مع احتمال توقف العملية تحت ضغط المجتمع الدولي قبل استكمال "احتلال القطاع".
وأكد يدلين أن استمرار الحرب يقود إسرائيل إلى "طريق مسدود" سياسيًا وعسكريًا، داعيًا إلى طرح مبادرة سياسية شاملة تتضمن صفقة لإطلاق سراح جميع المختطفين، وضمانات أمنية من الولايات المتحدة، ومشاركة عربية–فلسطينية في إدارة القطاع لمدة 20 عامًا، مقابل وقف الحرب وتهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة تدريجيًا.
وختم المقال بالقول إن إنهاء الحرب عبر خطوات سياسية مدعومة بتفاهمات مع واشنطن قد يمنح إسرائيل شرعية دولية جديدة، ويضغط على حماس، ويجنبها الغرق في "الوحل الغزي"، ويعيد ترميم مكانتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.