تعقد المحكمة المركزية اليوم جلسة المرافعات قبل النطق بالحكم في قضية الشبان الثلاثة من بلدة زلفة، المعتقلين على خلفية أحداث "هَبّة الكرامة"، وهم عبيدة زيتاوي، كريم عزام، وإبراهيم عزام. ومن المتوقع أن تطالب النيابة العامة بفرض أحكام مشددة قد تصل إلى سنوات طويلة من السجن.
وانضمّ المحامي أحمد يونس، ممثّل الأخوين كريم وإبراهيم عزام، إلى "راديو الناس" ليعرض صورة دفاعه قبيل الجلسة. وأوضح: "اليوم لسنا أمام جلسة النطق بالحكم، بل أمام مرحلة المرافعات الختامية التي ستقدّم فيها النيابة طلباتها بفرض العقوبات التي اعتدنا أن تطالب بها في مثل هذه الملفات، بينما سنقدّم نحن مرافعتنا المضادة."
محامي الدفاع أحمد يونس يؤكّد: “إدانة مجحفة وطعون استثنائية”
المنتصف مع فرات نصار
03:46
وأشار يونس إلى أنّ جلسة اليوم تحمل طابعًا استثنائيًا، وقال: "قرار الإدانة نفسه كان مجحفًا بحق موكّليَّ، وقد أعلنّا سابقًا أننا سنقدّم استئنافًا للمحكمة العليا. لكن القانون لا يسمح بتقديم الاستئناف قبل صدور الحكم وخروج الملف من يد المحكمة المركزية."
“لا يمكن طلب تخفيف العقوبة ”
وأوضح المحامي يونس أنّ مسار الدفاع اليوم يختلف جذريًا عن الجلسات التقليدية، مشيرًا: "لا يمكنني أن أقف أمام المحكمة وأطلب تخفيفًا للعقوبة لشبان ينكرون التهم الموجهة إليهم منذ اليوم الأول. هذا يتعارض مع الحقيقة القانونية وموقفهم الثابت."
وأبدى استغرابه الشديد من شكل وسياق قرار الإدانة، قائلاً: "لا يمكن أن يمتدّ تلخيص المحكمة على أكثر من 200 صفحة، بينما قرار الإدانة يأتي في 21 صفحة فقط. خلال 25 عامًا من عملي كمحامٍ، لم أشهد قرارًا بهذه الصورة، خصوصًا في ملف وصلت بروتوكولاته إلى ما يقارب 1600 صفحة."
ملاحظات حول الاعترافات والتحقيق
وأكد يونس أنّ المحكمة اعتمدت بشكل كبير على أقوال مأخوذة خلال التحقيق لدى جهاز الشاباك، موضحًا: "قيل إن المتهمين أدانوا أنفسهم أمام محققي الشاباك، لكن هذه 'الاعترافات' لا تصمد أمام الفحص الدقيق. خذ مثلًا كريم: ما قاله هو إنه وصل إلى المكان ووجد السيارة محطمة، وإنه ضرب بعصا من مسافة بعيدة دون أن يعرف ما الذي يحدث. كيف يُبنى على ذلك إدانة بعمل إرهابي؟"
وأضاف بصوت حمل شيئًا من الانفعال: "يصعب حتى تفسير الشعور العام تجاه الملف؛ هناك فجوات كثيرة في مجمل الأدلة، خصوصًا فيما يتعلق بموكّليّ."
توقعات بأحكام قاسية
وحول التوقعات، قال المحامي: "استنادًا إلى قرارات صدرت سابقًا في ملفات مشابهة، من المتوقع أن تطلب النيابة عقوبات قاسية قد تتجاوز ثماني سنوات." وأشار إلى فارق مهم بين المتهمين: "حتى مع الإدانة، لا يمكن الوصول إلى هذه المستويات من العقوبة بحق كريم، بينما قد يكون الأمر واردًا بالنسبة لإبراهيم. ولا ننسى أنّ كريم لم يكن معتقلًا خلال سير المحاكمة، وإذا فُرضت عليه عقوبة عالية فسيتوجّب عليه العودة إلى السجن، علمًا أنه كان قاصرًا أثناء أحداث هبّة الكرامة."
وفي ختام المقابلة، قال يونس إنه ينتظر صدور الحكم كي يتمكن فورًا من الشروع بإجراءات الاستئناف أمام المحكمة العليا.


