ترامب يدعو لإسقاط المقاتلات الروسية المخترقة لأجواء الناتو

تصريحات ترامب جاءت بعد سلسلة خروقات روسية للأجواء الأوروبية. فقد اخترقت ثلاث مقاتلات من طراز "ميغ-31" المجال الجوي لإستونيا نهاية الأسبوع الماضي لمدة 12 دقيقة، وهو ما وصفته تالين بأنه "انتهاك صارخ وغير مسبوق

1 عرض المعرض
الرئيس زيلنسكي في لقاء الرئيس ترامب عام 2019
الرئيس زيلنسكي في لقاء الرئيس ترامب عام 2019
الرئيس زيلنسكي في لقاء الرئيس ترامب عام 2019
(البيت الابيض)
في تصريح اعتُبر من أشدّ مواقفه حدة تجاه موسكو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، دعمه الواضح لقيام دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإسقاط طائرات حربية روسية في حال اختراقها المجال الجوي للدول الأعضاء. جاء ذلك خلال حديثه مع الصحفيين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبيل لقائه المرتقب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال ترامب ردًا على سؤال مباشر من المراسلين: "نعم، أنا أؤيد ذلك"، في إشارة إلى إسقاط المقاتلات الروسية، مضيفًا أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، باتت في وضع يمكّنها من مواجهة موسكو، خاصة في ظل ما وصفه بـ"الأزمة الاقتصادية العميقة" التي تعيشها روسيا. وأضاف: "هذا هو الوقت المناسب لأوكرانيا للتحرك".
خلفية التصريحات تصريحات ترامب جاءت بعد سلسلة خروقات روسية للأجواء الأوروبية. فقد اخترقت ثلاث مقاتلات من طراز "ميغ-31" المجال الجوي لإستونيا نهاية الأسبوع الماضي لمدة 12 دقيقة، وهو ما وصفته تالين بأنه "انتهاك صارخ وغير مسبوق". وتمكنت مقاتلات "إف-35" إيطالية متمركزة في إستونيا من اعتراض الطائرات الروسية وإجبارها على مغادرة الأجواء. أعقب ذلك إعلان الناتو عقد اجتماع تشاوري بموجب المادة الرابعة من ميثاقه. وفي حادثة أخرى قبل أيام، اخترقت أكثر من 20 طائرة مسيرة روسية الأجواء البولندية، ما استدعى تدخل الطيران الحربي التابع للحلف وإسقاط عدد منها. وعلّق متحدث باسم الناتو بالقول: "هذه واقعة جديدة تعكس السلوك المتهور لروسيا، وتؤكد قدرة الحلف على الرد السريع".
التوتر المتصاعد وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساخنا أكد أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها روسيا أجواء بلاده، لكن الاختراق الأخير يعد الأخطر منذ بداية العام. من جهتها، شددت رئيسة الوزراء الإستونية على ضرورة تكثيف الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على موسكو، فيما طالبت عواصم أوروبية أخرى بتشديد العقوبات. وفي واشنطن، علّقت وزارة الخارجية الأمريكية على التطورات بالقول إن "الاختراقات الروسية للأجواء الأطلسية قد تقود إلى عواقب وخيمة"، بينما حذر ترامب نفسه من أن هذه الحوادث "قد تجلب مشكلات كبيرة للغاية".
أبعاد إقليمية أوسع تزامنت هذه التطورات مع تقارير نشرها موقع بلومبرغ أشارت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراقب باهتمام الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، وخاصة القتال في غزة، ويستغلها لإعادة ترتيب أولوياته الاستراتيجية. وبحسب مصادر مقربة من الكرملين، يرى بوتين أن التصعيد في المنطقة قد يشتت التركيز الغربي عن دعم أوكرانيا ويمنحه ورقة ضغط إضافية في المفاوضات.
خلاصة تصريحات ترامب تعكس تصعيدًا جديدًا في خطاب الإدارة الأمريكية تجاه روسيا، وتفتح الباب أمام مواجهة غير مسبوقة بين الناتو وموسكو، في وقت تتقاطع فيه الأزمات بين الحرب الأوكرانية والاضطرابات في الشرق الأوسط. الموقف الأمريكي الحازم يبعث برسالة ردع قوية، لكنه في الوقت نفسه يرفع منسوب المخاطر لاحتمال انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى الكبرى.