إسرائيليون حول العالم يواجهون تحريضا واعتداءات ومظاهرات بسبب الحرب على غزة

تصاعد الاعتداءات ضد إسرائيليين في أوروبا: هجوم على عائلة إسرائيلية في هولندا ومنع شركات سلاح من المشاركة في معرض بروتردام 

1 عرض المعرض
صورة نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية لإسرائيليين يتعرضان لملاحقة في هولندا
صورة نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية لإسرائيليين يتعرضان لملاحقة في هولندا
صورة نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية لإسرائيليين يتعرضان لملاحقة في هولندا
(تلغرام)
شهدت هولندا حادثة اعتداء على عائلة إسرائيلية كانت تقضي عطلتها الصيفية في أحد القرى السياحية، بعدما تعرض أفرادها لهجوم من مجموعة شبان من أصول عربية خلال لعبة "بينت بول". وبحسب شهادة إحدى الإسرائيليات، فقد تطور الموقف سريعًا إلى رشق بالحجارة والرمل، قبل أن يتحول إلى اعتداء جسدي وصفته بـ"لينش"، حيث أُصيب أربعة إسرائيليين بينهم اثنان نُقلا إلى مستشفى في مدينة آيندهوفن.
يأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف يشهده الإسرائيليون بشكل متزاد في الآونة الأخيرة في أنحاء مختلفة من أوروبا والعالم، وذلك على خلفية الحرب المتواصلة على غزة وانتشار المشاهد التي تشير الى عمق الأزمة الإنسانية هناك.
في فرنسا، تم رفض استقبال مجموعة من 150 طفلًا إسرائيليًا في أحد القرى السياحية، فيما اقتحم ناشطون مؤيدون لفلسطين مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية في فيينا احتجاجًا على تغطية الحرب في غزة.
كما تصاعدت الأزمة على الصعيد الاقتصادي، إذ أكّد مدير منظمة الصناعات الدفاعية والأمنية الهولندية أن أربع شركات سلاح إسرائيلية مُنعت من المشاركة في معرض الأسلحة الدولي (NEDS) بمدينة روتردام، مشيرًا إلى أن "الوضع المتدهور في غزة أدى إلى تزايد التوتر الاجتماعي في أوروبا وهولندا"، وأن بلاده تدعم تعليقًا جزئيًا لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل.

نشاطات مناهضة لإسرائيل بشوارع لشبونة

تقرير آخر، سلّط الضوء على العاصمة البرتغالية لشبونة التي تشهد في الأسابيع الأخيرة تزايدًا في انتشار ملصقات وشعارات مناهضة للجيش الإسرائيلي وللإسرائيليين عمومًا، وذلك في أماكن مركزية وسياحية تستقطب آلاف الزوار الإسرائيليين كل عام، سواء بغرض السياحة أو كجزء من عملية الحصول على جواز السفر البرتغالي الذي ازدادت شعبيته في السنوات الأخيرة.
يقول دور، إسرائيلي مقيم في جنوب البرتغال، إنه فوجئ بما رآه خلال زيارته الأخيرة إلى لشبونة برفقة عائلته: "عند وصولنا إلى نصب التذكارات البحرية، صادفنا عددًا كبيرًا من الملصقات والعبارات المنددة بإسرائيل وبجيشها. كان الأمر مفاجئًا حقًا، خصوصًا وأن البرتغال لطالما اعتُبرت دولة صديقة لإسرائيل مقارنة بدول أوروبية أخرى".
وتشهد لشبونة من وقت لآخر تظاهرات في ساحتها المركزية بمشاركة آلاف المحتجين. ومع بداية ما تصفه منظمات يسارية محلية بـ"كسر الحصار الغذائي عن غزة"، تصاعدت الدعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد إسرائيل.

في أستراليا، تحوّل داخلي غير مسبوق واعتراف بدولة فلسطينية

ما يعيشه الإسرائيليون في الأشهر الأخيرة حول العالم يأتي في سياق أوسع.
في أستراليا، جاء الاعتراف بدولة فلسطينية ليمثل تحوّلاً جوهرياً في سياستها الخارجية، مدفوعاً بتغير المزاج الشعبي تجاه حرب غزة، ما أظهر استعداد حكومة كانبيرا لتحمل غضب إسرائيل رغم العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين.
وأعلنت الحكومة الأسترالية نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في 11 أغسطس/آب، بعد أيام من خروج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة عبر جسر هاربور الشهير في سيدني، للمطالبة بوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
البروفيسور مارتن كير، الأكاديمي في جامعة سيدني والمتخصص في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، قال إن "الاستمرار في الدفاع عن إسرائيل وإلقاء اللوم كله على حماس لم يعد مقبولاً سياسياً"، في إشارة إلى تبدل المزاج العام.

توتر غير مسبوق في العلاقات

أدى هذا القرار إلى توتر دبلوماسي حاد بين كانبيرا وتل أبيب لم تشهده العلاقات منذ عقود. فقد تبادل كبار المسؤولين انتقادات لاذعة، وشن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوماً شخصياً على نظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي، بينما ألغت إسرائيل تأشيرات دبلوماسيين أستراليين لدى السلطة الفلسطينية، في حين مُنع نائب إسرائيلي من دخول أستراليا.
ودفعت حدة السجال جماعات يهودية بارزة في أستراليا إلى الدعوة للتهدئة، فيما وجه المجلس التنفيذي ليهود أستراليا توبيخاً نادراً لنتنياهو، محذراً من أن تصاعد الخطاب العدائي قد يفاقم شعور الطائفة اليهودية بعدم الأمان وسط ارتفاع الهجمات المعادية للسامية في البلاد.

تحوّل في الرأي العام

تشير استطلاعات الرأي إلى تنامي التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية. فقد أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة (Demos AU) في أغسطس/آب أن 45% من الأستراليين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية حتى من دون اتفاق سلام، مقارنة بـ35% العام الماضي، فيما بلغت نسبة المعارضين 23%.
صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد اعتبرت أن "التعاطف الشعبي مع إسرائيل بدأ يتآكل بسرعة بمجرد أن برز شبح المجاعة المروع في غزة"، بينما أشار المحاضر في الجامعة الوطنية الأسترالية، تشارلز ميلر، إلى أن الصور القادمة من القطاع "غيرت تفكير كثير من صناع القرار في أستراليا ودول أخرى".

في فرنسا: حرب على العلن مع نتنياهو

فرنسا، التي كانت أول من بدأت في جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سياق وقف الحرب على غزة والتوصل لاتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود، تشهد تصعيدا غير مسبوق وصل لمراحل من التحريض المتبادل بين الرئيس الفرنسي ماكرون من جهة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة أخرى.
في يوليو 2025، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، وهو ما أثار غضبًا شديدًا من تل أبيب. ووصفت إسرائيل القرار بأنه مكافأة لـ"الإرهاب" وخطوة خطيرة تهدد السلام، بينما ردّ ماكرون بوصف تصريحات نتنياهو بأنها "مروعة وخاطئة تمامًا"
كما لوحت فرنسا – بالتعاون مع كندا وبريطانيا – باتخاذ "إجراءات ملموسة" منها تجميد اتفاقيات والتفكير في فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين، اعتراضًا على العمليات العسكرية في غزة

نزاع حول الإجراءات الأمنية في المطارات

اشترت الخلافات نكهة جديدة حول معاملة موظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إل عال" في مطار شارل ديغول بباريس، حيث اشتكت باريس من تفتيشات أمنية متكررة ضد دبلوماسيين فرنسيين، ما دفع إلى تعليق جزئي لبعض الإجراءات
وفي سابقة نادرة، ألغت إسرائيل تأشيرات دخول لفريق برلماني فرنسي كان ينوي زيارة الأراضي المقدسة. وقد تزامن ذلك مع إعلان فرنسا نيّتها الاعتراف بدولة فلسطينية، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية حادة