تخفيضات محتملة للكهرباء مع دخول شركات خاصة للسوق ولكن السيئات مقلقة

سلطة الكهرباء تطلق مناقصة جديدة لتعزيز المنافسة والمستشار الاقتصادي هاني نجم يكشف فرص وتحديات السوق 

1 عرض المعرض
ارتفاع تسعيرة الكهرباء في اسرائيل
ارتفاع تسعيرة الكهرباء في اسرائيل
ارتفاع تسعيرة الكهرباء في اسرائيل
(Flash 90)
أعلنت سلطة الكهرباء في البلاد عن خطوة جديدة تهدف إلى توسيع المنافسة في سوق تزويد الكهرباء، وذلك بعد انتقال أكثر من ثلاثمئة ألف منزل بالفعل إلى مزوّدين خاصين يستفيدون من تخفيضات في فواتير الكهرباء.
وبحسب الإعلان، تطلق السلطة مناقصة هي الأولى من نوعها تتيح للمزوّدين شراء الكهرباء مباشرة، بهدف زيادة التنافس ومنح المستهلكين خيارات أوسع وأسعارًا أفضل.
هاني نجم: هنالك بيوت انتقلت بالفعل للاستفادة من الخصومات
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:53
وفي مقابلة لراديو الناس، تحدّث الأستاذ هاني نجم، المستشار الاقتصادي ومراقب الحسابات، عن هذه الخطوة ودلالاتها الاقتصادية، مشيراً إلى أنها تحمل فرصاً إيجابية للمستهلكين، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول تأثيراتها المستقبلية على السوق والشركات والمستهلك النهائي.

هنالك بيوت انتقلت بالفعل للاستفادة من الخصومات

وقال نجم في بداية حديثه: "اليوم، سلطة الكهرباء في إسرائيل أسست نظاماً يسمح لشركات مثل بيزيك، روتباز، جاز، وأليكترا بشراء الكهرباء من شركة الكهرباء الوطنية وبيعها للمستهلكين بأسعار مخفضة. وبالفعل، حوالي 300 ألف مستهلك انتقلوا للاستفادة من هذه الخصومات التي تتراوح بين 5 إلى 7%."
وأضاف: "هذه الخصومات، رغم أنها قد تبدو قليلة، إلا أنها تمثل تخفيفاً حقيقياً في تكاليف الكهرباء للمستهلكين. وأنا أدعو الجميع للتحقق من إمكانية الانتقال إلى مثل هذه الشركات للاستفادة من هذه التخفيضات."
وحول مدى انعكاس هذا التحول على ثقة الجمهور، أوضح نجم: "الجمهور ما زال متحفظاً في الانتقال لأن البعض غير مطمئن، لكن كل خصم على الفواتير هو أمر إيجابي يبحث عنه الناس. وبالنسبة لي، فقد انتقلت شخصياً لشركة خاصة وألاحظ الفرق بالفعل."

ماذا لو تحول لاحتكار ورفع للأسعار؟

لكن نجم لم يغفل عن الجانب السلبي المحتمل، مشيراً إلى المناقصة الأخيرة التي طرحتها سلطة الكهرباء لبيع 500 ميجاوات كهرباء (تكفي لحوالي 250 ألف منزل)، والتي قد تؤدي إلى "احتكار بعض الشركات لهذه الكميات الكبيرة ورفع الأسعار بشكل يؤثر على التخفيضات التي يحصل عليها المستهلك."
وقال: "هناك احتمال أن تستحوذ شركة واحدة على الكمية الكبيرة، وتستخدمها لأغراض صناعية بدلاً من السوق العادي، ما قد يحد من المنافسة ويقلل من الخصومات."
وحول الرقابة على الأسعار، بيّن نجم: "وزارة الطاقة هي المسؤولة عن مراقبة السوق ومنع أي رفع غير مبرر للأسعار، لكن تطبيق ذلك يحتاج إلى متابعة حثيثة لضمان حماية المستهلك."
وأشار نجم إلى التطورات الهائلة في مجال الطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة، قائلاً: "إسرائيل تشهد توسعاً ضخماً في مشاريع الطاقة الخضراء، خصوصاً في الجنوب، وهذا التطور من المتوقع أن يخفض أسعار الكهرباء على المدى المتوسط، مع تحوّل تدريجي من الاعتماد على الغاز والطاقة التقليدية إلى مصادر متجددة."
وعن توقعاته لمستقبل سوق الكهرباء، قال: "أتوقع خلال السنتين إلى الثلاث القادمة أن يرتفع عدد المستهلكين الذين ينتقلون إلى شركات الكهرباء الخاصة إلى مليون بيت، ما يعني تحولاً كبيراً في طريقة استهلاك الكهرباء."
وأكد نجم أن هذا التحول يُحدث ضغطاً على شركة الكهرباء الوطنية، قائلاً: "شركة الكهرباء تواجه تحديات كبيرة من حيث التكاليف والإدارة، وهذا يدفعها إلى تقليص بعض الخدمات وتحسين الكفاءة، لكن هذا لا يعني أنها ستفقد دورها المركزي."
وختم نجم حديثه بالتأكيد على أهمية وجود جهات قوية تدافع عن مصالح المستهلكين: "لو كان لدى المجتمع العربي وحدة اقتصادية قوية تمثل مصالحه، يمكنه أن ينافس في هذه المناقصات الكبرى ويستفيد بشكل أفضل. التنظيم والتكاتف سيكونان مفتاح النجاح."
First published: 14:57, 01.12.25