تسونامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية يقترب من ذروته: أسبوعان حاسمان في مجلس الأمن

الحملة الدبلوماسية تتصاعد بالأمم المتحدة: سلسلة تحركات مقررة خلال الأسبوعين المقبلين لرفع الشرعية الدولية للدولة الفلسطينية وعزل إسرائيل 

1 عرض المعرض
مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي
(chatgpt)
تتصاعد في هذه الأيام جهود الدةل المؤيد للفلسطينيين داخل الأمم المتحدة، مع سلسلة من المبادرات الدبلوماسية المخطط تنفيذها خلال الأسبوعين القادمين تهدف إلى تعميق الشرعية الدولية لمطلب إقامة دولة فلسطينية وعزل إسرائيل.
هذه الحزمة من الخطوات انطلقت أمس الخميس بجلسة لمجلس الأمن حول مسودة مقترحة من الجزائر وتستمر عبر الجمعية العامة وصولا لإلى مؤتمر سلام دولي إضافي مقرر قبل نهاية الشهر.

مسودة الجزائر: مطالب حادة تجاه إسرائيل

تتضمن المسودة الجزائرية المطروحة في مجلس الأمن مطالب حادة تجاه إسرائيل، من بينها: رفع فوري لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوزيعها دون شروط، إدانة الحالة الإنسانية في القطاع واتهام إسرائيل باستخدام الجوع كوسيلة قتالية — ما وُصف بـ"جريمة حرب محتملة"، وإدانة توسيع العمليات العسكرية ورفض أي محاولات لتغيير ديموغرافي أو ترابي في غزة.
كما تطلب المسودة من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير خلال 30 يوماً حول تنفيذ التوصيات المدرجة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن نص المسودة الذي جرى تداوله شديد اللهجة.
من المتوقع أن تواجه المسودة اعتراضاً من الولايات المتحدة التي تدرس استخدام حق النقض (الفيتو)، وفي حال تم استخدامه، تعتزم الأطراف الفلسطينية نقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قبل الجلسة، ومن غير المعتاد، أصدرت جميع دول مجلس الأمن الـ15 بياناً يدين فيه الهجوم الذي استهدف الدوحة أمس، لكن عقب مساهمة دبلوماسية أمريكية خلف الكواليس تم الامتناع عن ذكر إسرائيل بالاسم في نص الإدانة.

إعلان نيويورك: المبادرة السعودية الفلسطينية

تتقدم اليوم في الجمعية العامة مسودة قرار فرنسية-سعودية تدعم "إعلان نيويورك" وهي وثيقة ملخّصة لنتائج مؤتمر السلام في الذي عقد قبل شهرين وتتضمن على نحو بارز نقاطاً منها:
  • إدانة "حماس" وذكر ملف الرهائن، وفي الوقت ذاته توجيه انتقادات حادة لإسرائيل تتعلق بـ"التهجير القسري" والتغييرات على الأرض.
  • إدانة عمليات للجيش الإسرائيلي أدت إلى "كارثة إنسانية"، والتأكيد على الدور الحيوي لوكالة "أونروا" واستمرار تمويلها.
  • دعوات إلى "حق العودة" واشتراط تطبيع العلاقات الإقليمية بوجود دولة فلسطينية.
  • بند يدعو إلى مراجعة مناهج التعليم، ويركز على محاربة التطرف والتعصب، ويدعو إسرائيل أيضاً لتحديث مناهجها كما يفعل الفلسطينيون.
رؤساء وزعماء، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من المتوقع أن يشاركوا ويلقوا كلمات في مؤتمر السلام المزمع عقده في 22 من الشهر اجاري أيلول/سبتمبر.

خطوات لاحقة: اعترافات، جلسات طارئة وخطاب عباس

تتضمن الخطة التصعيدية التي ينسقها الطرف الفلسطيني والداعمون له ما يلي:
  • توقع إعلان نحو 17 دولة عن اعتراف رسمي بدولة فلسطينية استناداً إلى المبادرة الفرنسية-السعودية، ما سيُحتم على إسرائيل تقديم مواقف فردية أمام كل دولة تعلن الاعتراف.
  • عقد جلسة طارئة في الفترة ما بين الثاني والسادس من الأسبوع المقبل ردّاً على احتمال استخدام الفيتو الأمريكي ضد مسودة الجزائر.
  • انعقاد جلسة رفيعة المستوى في مجلس الأمن في 23 سبتمبر حول ما وصفته الوثائق بـ"العدوان الإسرائيلي" بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.
  • إلقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول سبتمبر — والتي ستتم عبر تقنية الفيديو هذا العام بعد أن لم تمنحه الولايات المتحدة تأشيرة دخول إلى أراضيها — ومن المتوقع أن يوجّه خلالها انتقادات لاذعة لإسرائيل وسياساتها.

الموقف الإسرائيلي: رفض وتنديد واستراتيجية مواجهة

هاجم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون هذه المبادرات واعتبرها محاولة لتحويل المنظمة الدولية إلى "آلة لإنتاج قرارات مناهضة لإسرائيل"، قائلاً إن الفلسطينيين يستخدمون الأمم المتحدة لعرض سياسي يهدف إلى منح "شرعية لدولة إرهاب". وأضاف أن إسرائيل ستكشف ما سماه "نفاق" الأطراف الداعمة للخطوات وتذكّر العالم بما وصفه "ثقافة العنف لدى السلطة الفلسطينية".