صافرات استهجان وانسحاب جماعي | نتنياهو يخاطب المختطفين وينتقد الدول التي اعترفت بدولة فلسطينية

خلال كلمته ارتدى رئيس الوزراء شارة/باركود على بدلة رسمية يُقال إنه يوجّه إلى موقع إلكتروني يوثّق أحداث 7 أكتوبر، ووصف نتنياهو ذلك بأنه «تذكير بأن إسرائيل لن تنسى ما حدث وأنها مصممة على إتمام مهمتها لإبقاء تهديد حماس وممارساتها قاصرةً ومكبوتة». 

2 عرض المعرض
نتنياهو في الامم المتحدة
نتنياهو في الامم المتحدة
نتنياهو في الامم المتحدة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم جدلاً واسعًا خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إذ قابلت كلماتُه صافرات استهجان وخروج عشرات الحضور من القاعة، في حين تخلّل حديثه عرضٌ لخرائط وعبوات رمزية وُصفت بأنها جزء من حملته لعرض «تهديد إيران» في المنطقة. وجاء خطاب نتنياهو، الذي بدأ تزامنًا مع احتجاجات واستياءً علنيّين، بعد أربعة أيام فقط من اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطينية — وهي وقائع أشار إليها المتحدثون لاحقًا كخلفية لما اعتبره نتنياهو «تحديات أمنية ودبلوماسية» لإسرائيل.
مضمون الخطاب افتتح نتنياهو كلمته بتحية مخصصة لعائلات الرهائن، وكرر تصويره لإيران ومحورها كـ«اللعنة» التي تهدّد استقرار الشرق الأوسط والعالم. وقال إن الخريطة التي عرضها توضح ما وصفه بـ«محور الإرهاب الإيراني» وأن هذا المحور كان يهدد بوجوده ليس فقط إسرائيل بل الولايات المتحدة ودولًا أخرى. واتهم نتنياهو طهران بتطوير برنامج نووي وصاروخي ضخم «لا يهدف فقط إلى تدمير إسرائيل، بل لابتزاز الأمم وتهديد الولايات المتحدة». وذكر سلسلة أعمال عسكرية وأمنية نسبها إلى إسرائيل خلال العام الماضي والعقد الماضي، بينها ضربة تقول إسرائيل إنها استهدفت قدرات إيرانية نووية وصاروخية.
2 عرض المعرض
نتنياهو في الامم المتحدة
نتنياهو في الامم المتحدة
نتنياهو في الامم المتحدة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
الرسالة إلى المحتجزين واستخدام مكبرات الصوت في لفتة لافتة، وجّه نتنياهو رسالة مباشرة إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة — رسالة أُذيعت، كما قال، عبر مكبرات صوت وُضعت على طول القطاع. قال مخاطبًا المختطفين : «لم ننسكم ولو للحظة. الشعب كله معكم. لن نرخي حتى نعيدكم جميعًا إلى دياركم، أحياءً وشهداءً على حد سواء». وأفاد مراسلنا أن توجيه هذه الرسالة عبر مكبرات الصوت أثار «عاصفة» وردود فعل متباينة قبل وبعد الكلمة، وجاءت توجيهات من مكتب رئيس الوزراء لوضع هذه المكبرات في غزة قبل النطق بالخطاب، ما أثار نقاشًا حول أسلوب الرسالة وملاءمته.
رمز على البدلة خلال كلمته ارتدى رئيس الوزراء شارة/باركود على بدلة رسمية يُقال إنه يوجّه إلى موقع إلكتروني يوثّق أحداث 7 أكتوبر، ووصف نتنياهو ذلك بأنه «تذكير بأن إسرائيل لن تنسى ما حدث وأنها مصممة على إتمام مهمتها لإبقاء تهديد حماس وممارساتها قاصرةً ومكبوتة».
ردود فعل في القاعة وخارجها مع بدء كلامه سُمعت صفارات استهجان من بعض الحضور وخرج عشرات الأشخاص من قاعة الجمعية العامة، كما هتف آخرون وردّ بعض الحضور بصيحات اعتراض أثناء فقرات معينة من الخطاب. وقد أشار نتنياهو إلى إنجازات عسكرية قال إنها «هدمت» أو «حيّدت» قيادات ومواقع لحركات وفصائل في عدة دول بالمنطقة، ما أثار جدلاً واسعًا حول خطاب المواجهة والأمن مقابل الدعوات الدولية إلى حل سياسي ودبلوماسي.
قمة مرتقبة مع ترامب أوضح بيان مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو سيجتمع لاحقًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في لقاء يكتسب أهمية على خلفية المواقف المشتركة بشأن إيران وقضايا الأمن الإقليمي. لم تُعلن بعد تفاصيل جدول الأعمال الرسمي للاجتماع، لكن من المتوقع أن تتناول المباحثات القضايا النووية الإيرانية، جهود إعادة العقوبات، ومستقبل المفاوضات بشأن تسوية أمنية مع سوريا وقضايا غزة.
تأتي كلمة نتنياهو وسط أجواء إقليمية متوترة وتصعيد سياسي على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي، بين من يرى في خطابه دفاعًا حازمًا عن الأمن القومي الإسرائيلي ومن يعتبره محاولة لتبرير سياسات عسكرية قد تزيد من حدة الصراع وتعمّق الانقسام الدولي حول مسارات الحل. الموقف الرسمي الإسرائيلي يعكس حتى الآن تركيزًا على التصعيد الأمني و«منع إيران من امتلاك سلاح نووي»، فيما تدعو أطراف دولية عدة إلى العودة لطاولة المفاوضات وتهدئة اللهيب الإقليمي.
تنديد باعترافات دولية ندد نتنياهو، كما ذُكر، بالدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، وقال:«للأسف، الكثير من القادة الممثلين في هذه القاعة يرسلون رسالة مختلفة جدًا. بعد 7 أكتوبر دعَمَ العديد منهم إسرائيل. لكن هذا الدعم تلاشى عندما قامت إسرائيل بما كانت ستفعله أي دولة تحترم نفسها. نحن قاتلنا ردًا على ذلك. فقط تخيلوا: هجوم على أمريكا مماثل للهجوم على إسرائيل — تخيلوا نظامًا إرهابيًا يرسل آلاف المهاجمين لاقتحام الولايات المتحدة. سيذبحون 40 ألف أمريكي، ويأخذون 10 آلاف أمريكي رهائن. ماذا تظنون أن أمريكا ستفعل؟ هل تعتقدون أن أمريكا ستترك نظامًا كهذا؟ لا فرصة لذلك. الولايات المتحدة كانت ستمحو نظامًا كهذا وتضمن ألا يعود. هذا بالضبط ما نفعله — ونضمن أن هذه الهمجية لن تضرب إسرائيل مجددًا. هذا ما نفعله، وأي حكومة تحترم نفسها كانت لتفعل مثله».
انهيار القيادات والإعلام وأضاف: «مع ذلك — وهذا ما أأسف لإقوله هنا — مرارًا وتكرارًا تنهار القيادات أمام إعلام منحاز، وناخبين مسلمين، وجماعات معادية للسامية. بالنسبة لدول كثيرة أصبح الوضع صعبًا — أنتم استسلمتم، وهذه النتيجة المخزية للانهيار. خلال العامين الماضيين اضطرت إسرائيل للقتال على سبعة جبهات من الهمجية، وحكوماتكم تعارضنا. ولدهشة المرء، حين نقاتل إرهابيين قتلوا مواطنيكم، أنتم تحاربوننا — وتفرضون علينا عقوبات. أقول لممثلي هذه الأمم: هذا ليس لائحة اتهام ضد إسرائيل. هذه لائحة اتهام ضدكم. هذه لائحة اتهام ضد قادة ضعفاء يجيرون للشر. متى ستتعلمون؟ لا يمكنكم تلطيف الجهاد. إنكم تحاولون الهرب من العاصفة الجهادية. عليكم أن تقفوا إلى جانب إسرائيل. كما قال الأنبياء — جعلتم الشر خيرًا، والخير شرًا».
نفي تهمة الإبادة رفض نتنياهو مزاعم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وعرَض جهود إسرائيل للحدّ من إصابة المدنيين العزّيين:«تُتهم إسرائيل باستهداف المدنيين عمدًا. الحقيقة عكس ذلك. إسرائيل تتخذ خطوات لتقليل إصابات المدنيين أكثر من أي جيش في التاريخ». وادّعى أن نسبة إصابة المدنيين مقارنة بالمقاتلين هي «2 إلى 1»، «أدنى من النسبة التي كانَت لدى الناتو في أفغانستان والعراق»، وزعم أن هذا رقم مهم في ظلّ حقيقة أن «غزة من أكثر الأماكن كثافةً سكانيةً على وجه الأرض مع مئات الكيلومترات من الأنفاق. اختبأ آلاف المقاتلين في الأنفاق والمباني المدنية».
حماس وإعاقة الإجلاء عاد وأكد ادعاءه أن حماس تحاول منع المدنيين من الخروج من مناطق القتال وقال:«رغم تهديدات حماس، فقد غادر نحو 700 ألف من سكان غزة إلى مناطق آمنة. أود أن أطرح عليكم سؤالًا بسيطًا: إذا كانت دولة ترتكب إبادة جماعية تدعو المدنيين للخروج من مناطق الخطر — فلماذا ندعوهم للخروج إذا أردنا أن نرتكب إبادة جماعية؟».
خريطة «محور الشر» في مستهل كلمته، رفع نتنياهو خريطة للشرق الأوسط عرضها في كلمته السابقة العام الماضي في الأمم المتحدة، ووصف التغيير الدرامي الذي حدث، بحسب قوله، بفضل عمليات إسرائيل:«في العام الماضي وقفت هنا وعرضت لعنة محور الشر الإيراني — هذا المحور يهدد سلام العالم بأسره. إنه يهدد استقرار منطقتنا ووجود دولتي إسرائيل». وأضاف: «إيران طورت بسرعة برنامج أسلحة نووية هائلًا وبرنامج صواريخ باليستية هائلًا. هذا لم يكن فقط لتدمير إسرائيل، بل لتهديد أمريكا وابتزاز الأمم في كل أنحاء العالم. من غزة أطلق يحيى سنوار موجات من مسلحي حماس الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر وارتكبوا مجازر فظيعة. من لبنان أطلق نصر الله آلاف الصواريخ والقذائف على مدننا، وفي سوريا استضاف الديكتاتور الأسد قوات إيرانية. ومن اليمن أطلق الحوثيون صواريخ باليستية تجاه إسرائيل».