"وعي كبير ومسؤولية عالية": مساعٍ حثيثة تكللت بتهدئة الأوضاع في كابول بعد أحداث مؤسفة

قرية كابول تواصل مساعيها الحثيثة لاحتواء التوتر الذي نشب إثر مقتل الشاب أمير بقاعي برصاص الشرطة، في حادثة أثارت موجة غضب واستنكار واسعة في القرية

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
مساعي صلح في كابول بعد أحداث مؤسفة
مساعي صلح في كابول بعد أحداث مؤسفة
مساعي صلح في كابول بعد أحداث مؤسفة
(وفق البند 27 ا لقانون حقوق النشر 2007)
تواصل قرية كابول مساعيها الحثيثة لاحتواء التوتر الذي نشب إثر مقتل الشاب أمير بقاعي برصاص الشرطة، في حادثة أثارت موجة غضب واستنكار واسعة في القرية.
وفي حديث خاص لراديو الناس، قال أحمد طه، عضو لجنة الصلح القطرية في كابول، إن "القرية أظهرت وعياً كبيراً ومسؤولية عالية منذ وقوع الحادث"، مؤكداً أن "كابول بلد واعٍ، وأهلها وشبابها يعرفون كيف يتصرفون وقت الأزمات".
أحمد طه: تصرف الشرطة كان مخرّبا لأنه كان بإمكانها تفادي القتل
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمّود
08:29
وأضاف طه أن تصرف الشرطة كان مقلقاً ومخيباً للآمال، موضحاً أن "الشرطة متعلمة ومدرّبة على كيفية تنفيذ الاعتقالات حتى في الحالات الصعبة، وكان بإمكانهم اعتقال الشاب دون إطلاق النار عليه". وتابع: "كان بإمكانهم إصابته في ساقه أو يده واعتقاله وتقديمه للقضاء، لا أن يطلقوا النار مباشرة على رأسه".
وشدّد على أن مقتل الشاب بقاعي زاد الأمور تعقيداً في البلدة، قائلاً: "الشرطة تصرفت بعجَلة، واتخذت قراراً بإطلاق النار فوراً بعد خروجه من الدكان، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بدلاً من احتوائها".
ورداً على سؤال حول أسباب تصاعد الخلاف بين عائلتي بقاعي وعياش رغم أن الشرطة هي التي أطلقت النار، أوضح طه أن "العائلتين من أعرق وأحسن العائلات في كابول، تربطهما علاقات طيبة ومصاهرة وجيرة حسنة"، مضيفاً أن "من حاول توتير الأجواء أشخاص لا علاقة لهم بالقضية الأصلية، وربما أرادوا تضخيم الأمور في القرية".
وأشار طه إلى أن لجنة الصلح المحلي في كابول نجحت في عقد جلسة مصالحة بين العائلتين في المسجد، شارك فيها وجهاء وأهل الخير من البلدة. وقال: "جلست العائلتان معاً في المسجد، وتبادلت كلمات الاعتذار والتقدير، وأصدرنا بيان سلام مشترك لحقن الدماء".
لكن طه أعرب عن استيائه الشديد من تصرفات الشرطة بعد جلسة الصلح، موضحاً: "بعد عشر دقائق فقط من انتهاء اللقاء، داهمت القرية نحو 15 سيارة شرطة، تجولت في الشوارع وأطلقت صافراتها، مما أرعب الأطفال والعائلات. هل هذا هو عمل الشرطة؟ هل هذا تصرف يخدم السلم الأهلي؟".
وأكد أن الوضع في كابول بدأ يعود تدريجياً إلى الهدوء، قائلاً: "اليوم صباح كابول هادئ، لا إطلاق نار ولا حرائق، والعائلتان تتبادلان الزيارات. نحن نعيش أجواء تسامح رغم المأساة التي ألمّت بنا بفقدان الشاب الخلوق أمير بقاعي، الذي كان محبوباً من الجميع".
وفي ختام حديثه، وجّه أحمد طه تحية تقدير للجنة الصلح المحلي في كابول، قائلاً: "أشكر كل أعضاء اللجنة الذين عملوا ليل نهار على مدار 24 ساعة حتى جمعوا العائلتين في جلسة مصالحة سريعة ومشرّفة. ما حدث في كابول مثال يُحتذى به في التسامح الاجتماعي".
وختم بالقول: "نحن نؤمن أن السلم الأهلي لا تصنعه الشرطة، بل يصنعه الوعي والمحبة بين الناس. ونسأل الله أن تبقى كابول دائماً بلدة الخير والصلح والسلام".