قدم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مذكرة خطية للمحكمة العليا، اليوم (الأحد) فصّل فيها العوامل التي دفعته إلى عزل رئيس الشاباك، رونين بار، وذلك بعد نحو أسبوع على تقديم بار مذكرة حول رؤيته لهذه الإقالة.
وادعى نتنياهو أن "ادعاء رونين بار بأنه حذّر من اندلاع حرب وأنه نبّه الجهاز بأكمله هو ادعاء كاذب".
وأضاف نتنياهو في إفادته أن "الادعاء بأن رونين بار قدّم "تحذيرات قوية" بشأن غزة هو كاذب. فعليًا، طوال عام 2023، كان رونين بار يدفع نحو تعزيز الوضع الاقتصادي في القطاع وتجنب تنفيذ الاغتيالات من أجل الحفاظ على الهدوء".
ومن أبرز ما ورد في إفادة نتنياهو، كان ادعاءه بأن "الفشل الاستخباراتي لرئيس الشاباك رونين بار هو الأكبر في تاريخ إسرائيل"، كما شدد على أنه لم يطلب من رونين بار أبدًا إلغاء محكمته أو تأجيلها "حتى ولو ليوم واحد".
وأضاف نتنياهو أنه لم يطلب من رونين بار الولاء له وليس للمحكمة في حال أزمة دستورية، كما ادعى أنه لم يطلب اتخاذ إجراءات ضد ناشطين في الاحتجاجات السلمية.
الحكومة تصادق مجددا على الإقالة
يأتي ذلك فيما أقرت الحكومة في مستهل جلستها اليوم، بالإجماع، إعلانًا يؤكد قرار إقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، ويدعو المحكمة العليا إلى إلغاء أمر المنع المؤقت الذي أوقف تنفيذ الإقالة.
وجاء ذلك استجابة لطلب وزير الاتصالات، شلومي كرعي، بعرض قرار الإقالة للتصويت مرة أخرى أمام الحكومة.
ولم يحضر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، معظم الجلسة، لكنه دخل وقال للوزراء: "أنصحكم بقراءة إفادتي"، وأضاف: "ما ستكتشفونه فيها حول التعليمات التي أصدرها رونين بار قبل ساعة واحدة من المجزرة، بما في ذلك محاضر الجلسات، سيثير صدمتكم. يجب أن تقرؤوا لتصدقوا. حتى أنا صُدمت".
إفادة بار
وكان رونين بار قد قدم، يوم الإثنين الماضي، إفادة للمحكمة العليا ضد الحكومة ورئيسها، ضمن الالتماسات المقدمة ضد قرار إقالته.
وأوضح في إفادته أن دوافع الإقالة "ليست مهنية"، بل نابعة من "توقع ولاء شخصي مني لنتنياهو"، وكشف أن الجهاز تلقى تعليمات بالتحرك ضد نشطاء الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأشار بار إلى أن نتنياهو كان يثني على عمل الشاباك حتى نوفمبر 2024، لكن الموقف تغير بعدما بدأ الشاباك تحقيقات حساسة مرتبطة بمكتب نتنياهو، ورفض إصدار رأي قانوني لتأجيل محاكمته، مما أدى إلى فقدان الثقة به.
وبشأن التحقيقات ضد مقربين من نتنياهو، كتب بار أن "إقالة رئيس الشاباك بينما التحقيقات لا تزال جارية تبعث برسالة سلبية خطيرة إلى الجهاز وإلى المحققين".
وأضاف أن توقيت الإقالة، وسط مفاوضات مستمرة لإتمام صفقة تبادل المختطفين، يثير الشبهات حول وجود "دافع آخر لإبعاده عن طاقم التفاوض".