محاكمة نتنياهو بقضايا فساد تصل ذروتها مع انطلاق الشهادات المضادة بتفاصيل درامية

الشهادات المضادة من طرف الادعاء في محاكمة نتنياهو بقضايا الفساد المنسوبة له بدأت صباح اليوم ومواجهة حادة مع طاقم الدفاع

1 عرض المعرض
نتنياهو في المحكمة يواجه تهما في قضايا فساد
نتنياهو في المحكمة يواجه تهما في قضايا فساد
نتنياهو في المحكمة يواجه تهما في قضايا فساد
(فلاش 90)
شهدت جلسة اليوم (الثلاثاء) في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطورًا هامًا مع بدء مرحلة الاستجواب المضاد. ويتولى المحاميان يهوديت تيروش ويوني تدمور قيادة الاستجواب، الذي بدأ بقضية "الملف 1000". من المتوقع أن تكون هذه المرحلة أكثر صعوبة بالنسبة لنتنياهو، حيث تستعد النيابة العامة لعرض الأدلة الأساسية ضده في قضايا "الملفات الكبرى".
قبل بدء الاستجواب، أكدت القاضية ريفكا فريدمان فيلدمن قائلة: "نبدأ الآن الاستجواب المضاد للنيابة. أذكر نتنياهو أن الالتزام بقول الحقيقة ما زال ساريًا حتى نهاية شهادته".
الادعاء يكشف: الشرطة نسقت مواعيد التحقيق
استهل المحامي يوني تدمور الاستجواب بسؤال نتنياهو حول التحقيقات في "الملف 1000" حيث كشفت التفاصيل أن الشرطة كانت تنسق مع مكتب نتنياهو مواعيد التحقيق معه، وأنه كان على علم مسبق بموعد كل جلسة تحقيق معه، ما أثار سجالا بين طرفي الادعاء والدفاع.
ومن التفاصيل البارزة مع الشهادة المضادة، جاء من المحامي تدمور "سيدي رئيس الوزراء، التحقيقات كانت منسقة مسبقًا مع مكتبك، أليس كذلك؟". أجاب نتنياهو: "على حد علمي، نعم". وأضاف تدمور: "خضعت لثماني جلسات تحقيق، هل تؤكد أن جميعها كانت منسقة مسبقًا؟". ورد نتنياهو: "أؤكد أنني خضعت للتحقيقات، ولا أملك سجلات دقيقة لهذه الجلسات. إذا كنت تقول ذلك، فلا أرى سببًا للتشكيك في كلامك، على الأقل في هذا الأمر".
في أعقاب هذه التصريحات، قدم تدمور وثيقة للمحكمة تؤكد أن الشرطة نسّقت بالفعل التحقيقات مسبقًا مع مكتب نتنياهو. لكن محامي الدفاع، عميت حداد، اعترض قائلاً: "أعترض على تقديم هذه الوثيقة. هذا الإجراء غير موجود بالملف، ولا أفهم هذه الطريقة". فردّ تدمور على حداد قائلاً: "لقد كنت في كازاخستان وأذربيجان عندما طلبت الشرطة منك إشعارًا مسبقًا قبل كل تحقيق، وهم استجابوا لك. هل تتذكر ذلك؟". فأجاب نتنياهو: "لا".
محامي الدفاع يعترض ونتنياهو يخرج من الجلسة
عندما بدأ محامي الادعاء تدمور بقراءة مقتطفات من محاضر التحقيق، اعترض محامي الدفاع حداد قائلاً: "توقف - ما هو سؤالك؟". ثم توجه لنتنياهو: "لا تُجب على السؤال!". هنا تدخلت القاضية فريدمان فيلدمن وطلبت من تدمور إعادة صياغة السؤال: "هل قلت للمحققين إنك بحاجة إلى إشعار مسبق قبل التحقيقات؟". فأجاب نتنياهو: "أود أن أرى النص الكامل للتحقيق"، وبدأ بقراءته.
وأكد نتنياهو أثناء قراءة النص أنه بالفعل طلب تنسيق مواعيد التحقيقات نظرًا لالتزاماته كرئيس للوزراء، مضيفًا: "على سبيل المثال، البارحة تحدثت مع سكرتير الحكومة الأمريكية في الحادية عشرة مساءً، وكان يريد مواصلة الحديث. قلت له: عليّ إنهاء المكالمة لأني سأخضع لاستجواب مضاد. فقال لي: لا أصدق!".
وعاد تدمور ليطرح عليه سؤالًا: "هل كنت تعلم مسبقًا بموعد التحقيقات القادمة؟"، فتدخل حداد: "كيف يمكن ألا تكون منسقة مسبقًا؟". فردّ تدمور: "لا توجه الأجوبة للشاهد!". فقال نتنياهو: "لا يمكن استدعائي فجأة دون تنسيق. نعم، كنت أعلم مسبقًا".
وبعد اعتراضات حداد المتكررة، خرج نتنياهو من قاعة المحكمة ليُستكمل النقاش حول هذه الاعتراضات دون حضوره.
قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو
ويواجه نتنياهو لوائح اتهام في 3 ملفات تتعلق بقضايا فساد منذ عام 2017، وبلغت ذروتها اليوم مع وصول محاكمته الذروة مع بدء الشهادات المضادة من طرف الادعاء. والقضايا هي:
  • القضية 1000: تتعلق باتهامات بتلقي هدايا (سيجار، شمبانيا، مجوهرات) من رجال أعمال أثرياء مقابل خدمات ومساعدات شخصية.
  • القضية 2000: تتعلق باتهامات بمحاولة نتنياهو التوصل إلى صفقة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" لتقليل الانتقادات ضده مقابل تقييد صحيفة منافسة.
  • القضية 4000: الأخطر والأهم، تتعلق باتهامات بمحاولة التأثير على تغطية موقع "واللا" الإخباري لصالح نتنياهو، مقابل امتيازات لشركة "بيزك" المملوكة لشاؤول ألوفيتش.
  • وهناك قضية تحمل رقم 3000 تتعلق بملف صفقة غواصات مع ألمانيا، وتم وقف التحقيق فيه لغياب الأدلة.
وأما التهم التي يواجهها نتنياهو في هذه الملفات هي الاحتيال وخيانة الأمانة في جميع القضايا، بينما يواجه أيضا تهمة الرشوة في القضية المعروفة بملف 4000.
نتنياهو: سنوات طويلة في قفص الاتهام
بدأت المحاكمة في شهر أيار/مايو من عام 2020، واليوم دخلت قضاياه مرحلة الاستجواب المضاد، حيث شرعت النيابة بتقديم أدلتها الأساسية. وحاليا جلسات الاستجواب المضاد تتركز على القضية 1000، تليها القضايا الأخرى، ومن المتوقع أن تستمر الشهادات لوقت طويل.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو ينفي كل التهم، ويؤكد "أنها ذات دوافع سياسية"، بينما يواصل نتنياهو في منصبه رئيسا للحكومة، ويزعم أن المحاكمة هي محاولة "انقلاب قضائي".
وبدورها، ترى المعارضة أن المحاكمة تكشف عن فساد عميق في أعلى هرم السلطة.
First published: 10:38, 03.06.25