تقرير: انقسام أمني إسرائيلي حول هجوم الدوحة وفشل استخباري كاد يودي بحياة مسؤول قطري بارز

المعارضة داخل جهاز الموساد لخطة اغتيال قيادات حماس في الدوحة دفعت نتنياهو لاعتماد خيار الهجوم الجوي بدل العملية البرية

2 عرض المعرض
اسرائيل تستهدف قيادات حماس في الدوحة
اسرائيل تستهدف قيادات حماس في الدوحة
اسرائيل تستهدف قيادات حماس في الدوحة
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
كشف تقرير في صحيفة واشنطن بوست أنّ جهاز الموساد أعدّ في الأسابيع الأخيرة خطة لعملية برية تستهدف قيادات حركة حماس المتواجدة في العاصمة القطرية الدوحة، لكنه عارض تنفيذها. ونقل التقرير عن مصدرَين إسرائيليين مطّلعين أنّ رئيس الموساد دافيد برنياع رفض المصادقة على الخطة خشية أن تضر بالعلاقات التي بناها الجهاز مع قطر.
نتنياهو اختار الهجوم الجوي
وبحسب التقرير، فإن معارضة الموساد ساهمت في قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المضي بعملية جوية بديلة، عبر 15 طائرة حربية أطلقت عشرة صواريخ على مجمّع سكني في الدوحة. إلا أنّ حركة حماس أعلنت أن الضربة لم تُصِب قياداتها، وبينهم خليل الحيّة، فيما قُتل أقارب ومرافقون من وفد الحركة وضابط قطري.
2 عرض المعرض
رئيس الموساد برنياع مع رئيس الوزراء نتنياهو
رئيس الموساد برنياع مع رئيس الوزراء نتنياهو
رئيس الموساد برنياع مع رئيس الوزراء نتنياهو
(GPO)
انقسامات داخل المؤسسة الأمنية
التقرير أشار إلى أنّ موقف الموساد لم يكن وحيدًا، إذ عارض أيضًا رئيس الأركان إيال زمير توقيت العملية خوفًا من إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار، بينما دعم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الأمن يسرائيل كاتس خطوة نتنياهو. مسؤولون في الجهاز الأمني رأوا أنّ اغتيال قيادات حماس ممكن في مراحل لاحقة وبطرق سرّية أكثر نجاعة، وأن العملية في قطر جاءت في توقيت إشكالي.
فشل استخباري وكاد يطال قطر
تقرير آخر لصحيفة يديعوت احرونوت أشار إلى أنّ إخفاق العملية يعود إلى "فجوة استخبارية"، إذ تبيّن أن قيادات حماس لم تكن في الغرفة المستهدفة ولا حتى في المبنى نفسه. مصدر قطري بارز قال إن ضابطًا قطريًا يُلقّب ساخرًا في أوساط إسرائيلية بـ"عبد الله كوهين" لقرب علاقته بالاسرائيليين، والمسؤول عن التواصل مع إسرائيل وحماس، كاد يُقتل في الهجوم، ما كان سيؤدي إلى أزمة أوسع بكثير. وبحسب المصدر، فإن الاجتماع الذي كان سيجمعه مع قادة حماس تأجّل قبل الضربة بساعات قليلة، وهو ما جنّبه الإصابة.
وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي في قطر
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، تفاصيل إضافية حول الهجوم الإسرائيلي الأخير في الدوحة، وبحسب ما ورد في التقرير، استخدمت إسرائيل صواريخ باليستية مُحمّلة على طائرات مقاتلة، أُطلقت من أجواء البحر الأحمر باتجاه قطر، وذلك بهدف تفادي دخول المجال الجوي لأي من الدول العربية. واعتُبر هذا النمط من الهجوم استثنائيًا، إذ لم تلجأ إسرائيل إليه في الماضي سوى في قصفها لإيران في أبريل/نيسان 2024.
تفاصيل عن المسار والإخطار الأميركي
ووفق مصادر أميركية استند إليها التقرير، شاركت ثماني طائرات من طراز F-15 وأربع طائرات F-35 في العملية، حيث انطلقت جنوبًا فوق البحر الأحمر قبل أن تطلق الصواريخ التي مرّت فوق أجواء السعودية وصولًا إلى الدوحة. وأوضحت المصادر أن إسرائيل أخطرت الجيش الأميركي قبل دقائق قليلة فقط من تنفيذ الهجوم، من دون أن تكشف في البداية عن طبيعة الهدف.
اعتراضات ومخاوف في واشنطن
وأضافت المصادر أن أجهزة استشعار أميركية في الفضاء رصدت توقيعًا حراريًا لإطلاق الصواريخ وحددت زاوية إطلاقها، مؤكدة أن الهدف كان في الدوحة. لكن بحسب التقرير، لم يصل هذا المعطى إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب في الوقت المناسب، ما حال دون اتخاذ أي خطوة لوقف العملية.
انتقادات داخلية وخسائر سياسية
مصادر أمنية إسرائيلية وجّهت انتقادات لاذعة لصنّاع القرار، معتبرة أنّ الخطر لم يكن في فشل الهجوم فقط، بل في نجاحه أيضًا، إذ أن اغتيال قادة حماس في قطر كان سيقضي على فرص الصفقة ويؤدي إلى أزمة دبلوماسية خانقة مع الدوحة. قطر من جانبها وصفت الهجوم بأنه "إرهاب دولة" وأعلنت أنها تعيد تقييم دورها كوسيط في المفاوضات، بينما دافع نتنياهو بالقول إن "من يؤوي قادة حماس سيتحمّل النتائج".
First published: 22:16, 12.09.25