أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الجيش "يعمل في عمق مدينة غزة بهدف هزيمة حماس وإجلاء السكان في الوقت نفسه"، مشيرًا إلى أنّ الجهود تتركز على فتح ممرات إضافية للإخلاء. وشدد نتنياهو في مؤتمر صحفي على أنّ الحرب "لن تتوقف حتى استعادة المحتجزين"، كاشفًا أنّه سيزور البيت الأبيض بدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب خطابه في الأمم المتحدة بعد أسبوعين.
وزير الأمن يسرائيل كاتس وصف الوضع الراهن بأنه المرحلة الأخطر والأكثر حساسية في المعركة، قائلاً: "نحن في نقطة الاختبار الأهم، حيث يجب استكمال العملية العسكرية وحسمها بشكل نهائي".
بدوره، أعلن رئيس الأركان إيال زامير أنّ الجيش عمّق التوغّل في قلب مدينة غزة، التي وصفها بأنها "الحيوية والأكثر أهمية لحركة حماس"، مؤكدًا أنّ العملية "حاسمة لإعادة جميع المحتجزين وإنهاء القدرات العسكرية والتنظيمية للحركة".
وقال المتحدث باسم الجيش إنّ أكثر من 350 ألف شخص غادروا المدينة حتى الآن، زاعمًا أنّ حماس "تحاول منع السكان من المغادرة باستخدام القوة". كما أشار إلى أنّ الجيش يواصل ما سماه "الجهود الإنسانية" لتأمين المساعدات الغذائية والدوائية، مؤكدًا "لن تكون هناك مجاعة في غزة".
ميدانيًا، تصاعدت وتيرة القصف البري والجوي الإسرائيلي، خصوصًا على مركز مدينة غزة ومحيطها، مع استخدام الجيش لمدرعات مفخخة (روبوتات قتالية) فجّرها في أحياء سكنية. المصادر الطبية الفلسطينية أكدت أن 106 أشخاص قُتلوا خلال الساعات الأخيرة، بينهم 91 في مدينة غزة، فيما أُصيب نحو 386 مدنيًا.
المواقف الدولية والإقليمية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه "لا يعرف الكثير عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي" لكنه أضاف: "إذا استخدمت حماس المحتجزين دروعًا بشرية، فإن ذلك سيفتح عليها أبواب الجحيم".
الأمين العام أنطونيو غوتيريش وصف ما يجري بأنه "غير مقبول أخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا"، معلنًا أنه سيبلّغ المحكمة الجنائية الدولية حول الأوضاع في غزة والضفة الغربية. كما رحب بجهود الوساطة التي أبدت قطر استعدادها لاستئنافها.
المتحدث باسم الخارجية القطري ماجد الأنصاري قال إن "أي حديث عن استئناف المفاوضات لا يبدو واقعيًا في ظل إصرار نتنياهو على قصف المفاوض ودولة الوساطة نفسها".
أما وزير الخارجية في كندا وصف العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة بأنها "مروعة"، محذرًا من أنها تهدد صفقة تبادل الأسرى وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وبدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي: رسميًا فرض عقوبات على إسرائيل تستهدف وزراء متطرفين ومستوطنين عنيفين، مع تعليق بعض بنود اتفاقيات التجارة. وزيرة الخارجية كيا كالاس قالت إن العقوبات تدخل حيز التنفيذ اليوم، مؤكدة أنّها رسالة واضحة لإنهاء الحرب.
الضغوط الثقافية والرياضية
في نيويورك، أُطلقت حملة "Game Over Israel" في ساحة تايمز سكوير للمطالبة بمقاطعة إسرائيل رياضيًا. وفي أوروبا، أعلنت إسبانيا نيتها الانسحاب من يوروفيجن 2026 إذا سُمح بمشاركة إسرائيل، وهددت هولندا وإيرلندا وسلوفينيا بخطوات مشابهة.
جبهة اليمن تشتعل
أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ دفاعاته الجوية اعترضت صاروخًا أُطلق من اليمن مساء أمس. وبعد ذلك بساعات، شن غارات جوية عنيفة استهدفت ميناء الحديدة، قائلًا إن الهجوم جاء ردًا على "اعتداءات متكررة" ضد إسرائيل.
مصادر محلية في اليمن ذكرت أن الميناء تعرض لـ 12 غارة إسرائيلية طالت ثلاثة أرصفة رئيسية، أعيد ترميمها بعد ضربات سابقة. ولم تتضح بعد الخسائر البشرية.
ملفات إسرائيلية داخلية
في الشأن الإسرائيلي، وجه أكثر من 260 مسؤولًا وموظفًا سابقًا في الجهاز رسالة للجنة جرونيس يحذرون فيها من أنّ تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا للشاباك قد يقوّض التوازن بين الأمن والديمقراطية. المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا تستعد لعرض قضايا تتعلق بشبهات تضارب مصالح.
ومددت المحكمة توقيف اثنين من المشتبه بهم الرئيسيين في قضية تتعلق بوزيرة المساواة الاجتماعية ماي غولان. الشرطة كانت قد داهمت الوزارة في القدس وضبطت مختبرًا لزراعة المخدرات.
جريمة في حيفا
والليلة الماضية، قُتل شاب يبلغ من العمر 19 عامًا إثر تعرضه للطعن في مدينة حيفا، وقدمت الفرق الطبية الإسعافات الأولية للشاب الذي وصفت حالته بالحرجة، ثم نقلته إلى مستشفى رمبام حيث أعلنت الفرق الطبية وفاته بعد فشل محاولات إنقاذه. وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقا في الجريمة دون الإعلان عن اعتقال مشتبهين.