ذكرت قناة "الحدث" السعودية اليوم الأحد أن إسرائيل قد تتسلم قريباً رفات الجاسوس إيلي كوهين، وذلك بعد أكثر من ستة عقود على إعدامه شنقاً في العاصمة السورية. ولم تصدر السلطات الإسرائيلية حتى الآن أي تعليق رسمي على هذه التقارير التي وُصفت بـ"الدراماتيكية".
وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية قد نفت العام الماضي شائعات تحدثت عن استعادة رفات كوهين، لكنها أكدت تنفيذ عملية استخباراتية سرية عبر جهاز "الموساد" في سوريا خلال شهر مايو/أيار، جرى خلالها نقل أكثر من ألفي وثيقة وصورة ومقتنى شخصي تعود للجاسوس. وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، باسم "الموساد"، أن هذه المواد كانت محفوظة لدى أجهزة الأمن السورية بشكل سري طوال عقود، وأُعيدت إلى إسرائيل في توقيت رمزي تزامناً مع الذكرى الستين لإعدامه.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر أن سوريا هي التي تقف وراء نقل مقتنيات كوهين إلى إسرائيل، مشيرة إلى استعداد دمشق لتسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي في إطار بادرة حسن نية. ونقلت الوكالة عن مصدر مقرب من الرئيس السوري قوله إن "الرئيس يرغب في السلام مع جميع دول المنطقة، ويُثبت ذلك عبر المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل".
وفي سياق متصل، أفادت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب قدّمت لدمشق خلال الشهر الماضي مقترحاً لاتفاق أمني يشمل خريطة لترتيبات أمنية ونزع سلاح منطقة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل، وفقاً لمصدرين مطّلعين على التفاصيل.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرّح في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بأن المحادثات مع إسرائيل حول الاتفاق الأمني "قد تُفضي إلى نتائج خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكداً أن الاتفاق الأمني ضرورة ملحة، لكنه شدد على أن المفاوضات لا تتعلق في هذه المرحلة باتفاق سلام أو تطبيع كامل للعلاقات.
من هو إيلي كوهين؟
وُلد إيلي كوهين في مدينة الإسكندرية بمصر عام 1924 لأسرة يهودية من أصول سورية، وهاجر إلى إسرائيل بعد قيامها عام 1948. انضم إلى جهاز "الموساد" في بداية الستينيات، وتم تجنيده للتجسس في سوريا تحت هوية رجل أعمال عربي يحمل اسم كمال أمين ثابت.
استطاع كوهين، خلال سنوات قليلة، التغلغل في الأوساط السياسية والعسكرية العليا في دمشق، وأقام علاقات وثيقة مع عدد من المسؤولين الكبار، ما أتاح له نقل معلومات استراتيجية إلى تل أبيب ساهمت في دعم إسرائيل خلال حرب عام 1967.
وفي عام 1965، تم اكتشاف أمره بعد مراقبة مكثفة لنشاطات البث الإذاعي في العاصمة السورية، حيث اعتقلته المخابرات السورية أثناء قيامه بإرسال معلومات إلى إسرائيل. وبعد محاكمة علنية، أُعدم شنقاً في ساحة المرجة بدمشق في 18 مايو/أيار من العام نفسه، ورُفض طلب إسرائيل تسليم جثمانه حتى اليوم.
ورغم مرور أكثر من ستين عاماً على إعدامه، ما يزال كوهين رمزاً بارزاً في الذاكرة الإسرائيلية، إذ تُعرض قصته في كتب وأفلام ومسلسلات، أبرزها المسلسل الشهير "جاسوسنا في دمشق" الذي أعاد تسليط الضوء على شخصيته المثيرة للجدل.


