في حلقة خاصة من البودكاست مع الإعلامي فراس خطيب، تناول البرنامج مرور عام على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي قُتل في 27 أيلول/سبتمبر 2024 خلال عملية جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت تحت اسم "النظام الجديد".
الحلقة استضافت الدكتور عبد كناعنة، المحاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب والباحث في الشؤون السورية واللبنانية والفكر السياسي الشيعي، الذي قدّم قراءة معمّقة لتأثير نصر الله على الحزب وعلى المشهد الإقليمي بعد اغتياله.
عام على اغتيال نصر الله -الجزء الأول| پودكاست "حوار خاص" مع فراس خطيب
بودكاست حوار خاص
44:36
إرث نصر الله وتأثيره العميق
أكد كناعنة أن نصر الله لم يكن مجرد قائد سياسي، بل "خلق من حزب الله صورة على شاكلته، ثم حوّله إلى حركة فكرية سياسية أوسع وأعمق من شخصه"، مضيفًا أن مرور عام على اغتياله لم ينهِ النقاش حول ما بعد نصر الله، "لأنه نجح في بناء مسار خاص أعطى الحزب ثقله في لبنان والمنطقة".
وأشار إلى أن نصر الله كان واعيًا لمخاطر الاختراق الأمني، خصوصًا عبر الهواتف الذكية، وحذّر مرارًا من هذه المسألة. ومع ذلك، قال كناعنة إن حزب الله، رغم الضربات المتكررة، "لم يُقتلع من لبنان ولا يزال حاضرًا في المعادلة السياسية والعسكرية".
التحديات الإسرائيلية والإقليمية
وحول الموقف الإسرائيلي، اعتبر كناعنة أن "إسرائيل اليوم، بحكومتها الحالية، ليست أقوى مما كانت عليه في التسعينيات"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إضعاف حزب الله ونزع سلاحه. لكنه لفت إلى "المعضلة الجوهرية"، وهي أن المجتمع الدولي لا يرغب في تسليح الجيش اللبناني خشية أن يُوجّه سلاحه ضد إسرائيل، الأمر الذي يجعل من الصعب على جيش أضعف من المقاومة أن ينزع سلاحها.
وأضاف أن استخدام القوة المفرطة من جانب إسرائيل "يعكس فقدانًا للسيطرة أكثر منه تعبيرًا عن قوة".
تحولات إقليمية ودولية
بحسب كناعنة، فإن المنطقة والعالم يشهدان مرحلة تغييرات واسعة، مع تراجع واضح للهيمنة الأميركية والإسرائيلية رغم استمرار القتل والدمار. واعتبر أن مشهد التحالفات اليوم يتوزع بين عدة محاور:
محور الولايات المتحدة وإسرائيل.
محور المقاومة: إيران، حزب الله، وفصائل في العراق واليمن.
محور قطر وتركيا وبعض القوى في سوريا.
محور السعودية والإمارات ودول الخليج، الذي يبتعد تدريجيًا ولو بخطوات صغيرة عن التحيّز الأمريكي.
خلاصة
اختتم كناعنة الحوار بالتأكيد على أن اغتيال نصر الله شكّل حدثًا مفصليًا في المنطقة، لكنه لم يُنهِ حضور الحزب ولا تأثيره. بل على العكس، فتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى في لبنان والشرق الأوسط، حيث لا يزال حزب الله موجودًا رغم الضربات التي تلقاها.
First published: 07:32, 01.10.25