تقديرات في الجيش الإسرائيلي: حماس ستُعيد رفات أربعة من الجنود والرهائن القتلى خلال أيامٍ

أكّدت قيادة الجيش أن عملية الاستلام لن تُعلَن مسبقًا بشكل تفصيلي حفاظًا على الإجراءات الأمنية، وليست هناك حتى اللحظة تأكيدات بأن التسليم سيتم اليوم.

في تطور لافت على صعيد أزمة الرهائن والقتلى لدى حماس، أفادت تقديرات إسرائيلية بأنّ حماس تستعد لنقل أربعة رفات لجنود أو رهائن يُعتقد أنهم قتلوا خلال الأسابيع الماضية، إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة. وتشير هذه التقديرات إلى أنّ اثنين من هذه الرفات هما من بين تلك التي كانت حماس قد أعلنت عزمها تسليمها يوم أمس، بينما الأمر الآخر يخص اثنين إضافيين لم يُعلن عن تسليمهما حتى الآن.
بحسب المعلومات التي تسربت من جهات أمنية إسرائيلية، فإنّ الجيش الإسرائيلي يُجري ترتيبات لوجستية خاصة من أجل استقبال هذه الرفات في أقرب وقت ممكن، وفي ظل استعدادات تشمل التنسيق مع وسائل طبية وقانونية لاستلام الجثامين وتعريفها. في إسرائيل، حُذّرت أنه رغم التحضيرات، لم يتأكد بعد ما إذا كانت عملية النقل ستجري اليوم (الليلة) أم في الأيام التالية، لكنّ الاستعدادات قائمة على نطاق واسع. وفقًا لما نُشر اليوم، فقد كان هناك تقدير بأن حماس «ستعيد خلال الـ24 ساعة القادمة على الأقل» اثنين من رفات القتلى، بعد فترة تزيد عن أسبوع خلاله لم تُسجّل عمليات تسليم. وهذا التقدير يأتي في سياق توتر متصاعد بسبب ما تراه إسرائيل خروقات من جانب حماس لاتفاقيات سابقة. أمس، أعلنت الجناح العسكري لحماس أنّها نجحت في انتشال جثتين لرهينتين. وتُعد هذه الخطوة - بحسب المصادر الإسرائيلية – جزءًا من عملية أكبر لإعادة دفعات من القتلى المحتجزين لدى حماس.
من جهة إسرائيلية، أكّدت قيادة الجيش أن عملية الاستلام لن تُعلَن مسبقًا بشكل تفصيلي حفاظًا على الإجراءات الأمنية، وليست هناك حتى اللحظة تأكيدات بأن التسليم سيتم اليوم.
في الخلفية – سياق الحدث:
أزمة الرهائن والقتلى لدى حماس تمثّل أحد أبرز الأبعاد التي تتابعها إسرائيل والمجتمع الدولي منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين اختُطف مئات من الإسرائيليين ونُقل بعضهم إلى قطاع غزة.
إن تمّ فعليًا إعادة الأربعة، فإنّ ذلك سيُعتبر دفعة مؤشّرة لإمكانية استئناف أكبر لعمليات نقل رفات القتلى أو حتى إطلاقات أسرى/رهائن أحياء، وهو ما قد يستخدمه طرفا النزاع – إسرائيل وحماس – في سياق تفاوضي أوسع أو ضغوط سياسية.
من الناحية الإسرائيلية، تعتبر هذه العملية ذات أهمية استراتيجية وإنسانية، لما تمثّله من إنجاز تجاه العوائل المنتظِرة، ومن عامل معنوي في الداخل.
من جهة حماس، فإن تنفيذ هذه الخطوة قد يُعرضها لانتقادات أو تقييمات مختلفة داخليًا وخارجيًا، لا سيّما في ضوء الاتهامات الإسرائيلية بأنها تأخّر التعاطي مع ملف الجثث.
لكن ما يزال ثمة سؤال مفتوح: هل تسليم هذه الأربع رفات يمثل جزءًا من صفقة أوسع تتضمن إطلاق أسرى أو تهدئة، أم أنّه موقف ذاتي من حماس؟ كما أنّ توقيته والمكان والظروف الدقيقة لعملية النقل قد تؤثّر في ردود الفعل الإسرائيلية والفلسطينية.
تواصل إسرائيل وجماعة حماس – عبر وسطاء أو بشكل مباشر – مفاوضات شديدة الحساسية تتعلّق بالرهائن الأحياء والقتلى المحتجزين، وتعد عملية إعادة الجثامين – إن تمت – مؤشّرا مهمًا لما قد يأتي لاحقًا. وفيما تنتظر العائلات بفارغ الصبر أي إعلان رسمي، فإنّ ما يُشار إليه اليوم من «أربعة رفات خلال الأيام القليلة المقبلة» يفتح مرحلة جديدة في هذا الملف المعقّد.