في تحول لافت بعد فوزه، بدأ العمدة المنتخب لمدينة نيويورك زهران مامداني بمدّ جسور التواصل مع التيارات المعتدلة في الحزب الديمقراطي، في محاولة لطمأنة المؤسسة السياسية رغم حملته الانتخابية التقدمية.
تقارب مع خصوم الأمس
بعد فوزه المدوّي على المؤسسة الديمقراطية، يعمل مامداني على احتواء المخاوف المتعلقة بصغر سنّه وتجربته المحدودة، عبر تشكيل طاقم انتقالي يضم خبراء من إدارات سابقة وشخصيات معتدلة. وظهر ذلك جليًا بدعمه لزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز ضد مرشح يساري ناشئ.
وأوضح مامداني في حديث مع بودكاست "ذا ماجوريتي ريبورت" أنه لا يرى جدوى من الانخراط في معارك انتخابية داخلية تهدد أجندة اليسار التقدمي، معتبرًا أن الطاقات يجب أن تُوجَّه نحو إقرار سياسات مثل تجميد الإيجارات ومجانية رعاية الأطفال.
لقاء مفاجئ مع ترامب
وفي خطوة أثارت الجدل، التقى مامداني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر، رغم وصفه له سابقًا بـ"الفاشي". وقال مامداني إن اللقاء يندرج ضمن سعيه لتحقيق مصالح سكان نيويورك، خصوصًا في ما يتعلق بكلفة المعيشة.
وعلى عكس تهديداته السابقة بقطع التمويل عن المدينة إذا انتُخب مامداني، أبدى ترامب ترحيبه به خلال اللقاء، قائلًا إنه "يتمنى له النجاح في مدينته الأم".
وجد مامداني نفسه في موقع دفاعي عقب احتجاج مؤيد لفلسطين أمام كنيس يهودي في مانهاتن، حيث رُددت هتافات وُصفت بأنها معادية للسامية. ورغم انتقاده للحدث الذي استضافه الكنيس بسبب دعمه للاستيطان، تعرّض مامداني لهجوم واسع بسبب ما اعتُبر تحميلًا للمعبد مسؤولية التوتر.
وفي بيان لاحق لصحيفة نيويورك تايمز، دان مامداني استخدام شعارات مثل "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يبرر الدعوة إلى العنف ضد أي طرف.
تركيبة انتقالية جامعة
شملت لجان الانتقال التي شكّلها مامداني أكثر من 400 عضو من خلفيات متنوعة، بينهم ممثلون عن نقابات وأوساط عقارية ومالية، إضافة إلى نشطاء يساريين وشخصيات أكاديمية مثل لينا خان، الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية.
كما أعلن عن استعداده للتعاون مع رئيسة مجلس المدينة المرتقبة جولي مينين، وهي شخصية معتدلة من حي مانهاتن، مشددًا على أن الأولوية هي "تنفيذ أجندة العدالة الاجتماعية والمعيشية".


