تثير مقابلات الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، التي أُجريت مؤخرًا للدفاع عن إرثه السياسي، جدلاً واسعًا داخل الحزب الديمقراطي، وسط تسريبات صحفية وكتب جديدة تكشف تدهورًا ملحوظًا في حالته الذهنية خلال حملته ضد دونالد ترامب في انتخابات 2024.
كتب تكشف عن تدهور صحي وقرار متأخر
أوضح الصحفيان جيك تابر وأليكس طومسون، في كتابهما المرتقب "الخطيئة الأصلية: تراجع الرئيس بايدن، ومحاولة التغطية، وخياره الكارثي بالترشح مجددًا"، أن طاقم بايدن تعمد إخفاء التدهور في حالته العقلية. ومن بين الحوادث التي تم الكشف عنها، عدم تعرف بايدن على الممثل جورج كلوني خلال حفل لجمع التبرعات. ووفقًا لما ورد في الكتاب، فإن انسحاب بايدن من السباق في يوليو 2024 جاء متأخرًا، ما أدى إلى إضعاف حظوظ كامالا هاريس في مواجهة ترامب.
ظهور إعلامي يزيد الطين بلّة
في مقابلة عبر برنامج The View، حاول بايدن نفي الاتهامات المتعلقة بضعف قدراته الذهنية، إلا أنه خرج عن الموضوع خلال الحديث، ما دفع زوجته جيل بايدن للتدخل. وفي لقاء آخر مع BBC، أشار بايدن إلى أنه لا يعتقد أن انسحابه المبكر كان سيغير النتيجة. لكن مستشارين ديمقراطيين يرون أن هذه التصريحات والمقابلات تسلط الضوء مجددًا على نقاط ضعفه بدلاً من أن تدافع عن إنجازاته.
انقسام داخل الحزب الديمقراطي
بدأ عدد من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي بإبداء تحفظهم العلني على ترشح بايدن لولاية ثانية. وزير النقل بيت بوتيجيج قال إن قرار بايدن قد يكون "خطأ"، فيما أشار حاكم إلينوي جيه. بي. بريتزكر إلى أن توقيت انسحابه كان "مشكلة"، وأكد السيناتور كريس مورفي أن بايدن أظهر "بلا شك" علامات التراجع العقلي خلال فترته الرئاسية.
مقارنة محرجة مع ترامب
في المقابل، يظهر ترامب بنشاط وحيوية خلال جولته في الشرق الأوسط، ما يوفر له مادة دعائية لتصوير نفسه كبديل أكثر صلابة. وقال أنتوني كولي، مستشار ديمقراطي سابق، إن ترامب يستخدم بايدن كـ"نقطة مقارنة" تعزز من صورته الانتخابية.
خلافات داخلية ودعوات للتجديد
في ظل استمرار الجدل، يرى استراتيجيون ديمقراطيون أن التمسك ببايدن يعوق مسار الحزب نحو تجديد قيادته. وقال تشاك روشا، مؤسس "استراتيجيات التضامن"، إن "الوقت قد حان لبداية جديدة"، مضيفًا أن "التركيز المستمر على بايدن يُشتّت الحزب عن رسم رؤيته المستقبلية".