كشفت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية عن نتائج استطلاع رأي شامل أجرته في سوريا بمناسبة مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، أظهرت ثقة شعبية واسعة بالحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مقابل رفض شبه تام لأي مساعٍ لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ثقة عالية بالشرع ومؤسسات الدولة
أفادت نتائج الاستطلاع أن 81% من السوريين يثقون بالرئيس أحمد الشرع، فيما حصلت الحكومة والجيش على نسب تأييد بلغت 71%، والنظام القضائي على 62%. كما عبر 73% عن شعورهم بحرية التعبير والصحافة، وأكد 76% أنهم يؤمنون بأن أبناءهم سيعيشون حياة أفضل من حياتهم. ورغم إقرار 50% بوجود فساد مستمر في المؤسسات الحكومية، إلا أن 70% أشاروا إلى أنه بات أقل انتشاراً مقارنة بفترة حكم الأسد.
رفض شعبي واسع للتطبيع ومخاوف من إسرائيل
أظهر الاستطلاع موقفًا شعبيًا حاسمًا ضد التطبيع مع إسرائيل، حيث لم يعبّر عن تأييده سوى 14% فقط، فيما أبدى 4% فقط شعورًا إيجابيًا تجاه إسرائيل. واعتبر 92% أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والضربات التي تنفذها في المنطقة تمثل تهديدًا لأمنهم. واعتبرت المجلة أن أي مساعٍ للتطبيع تتعارض بشكل واضح مع المزاج العام في سوريا ما بعد الأسد.
التحالفات الخارجية: الخليج وتركيا يحظون بثقة عالية
أبدى السوريون انفتاحًا واسعًا تجاه المساعدات الخارجية، حيث حازت السعودية على تأييد 87%، وقطر على 83%، وتركيا على 73%. كذلك، عبّر 69% عن دعمهم لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا سيما في دعمه للرئيس الشرع. ومع ذلك، ظهرت فجوة واضحة بين مواقف الأقليات وغيرهم؛ إذ أيد 38% فقط من الأقليات أردوغان مقابل 81% من غيرهم.
أما بالنسبة للغرب، فقد عبّر 70% عن نظرة إيجابية تجاه الاتحاد الأوروبي، و66% تجاه الولايات المتحدة، بما في ذلك 60% من أبناء الأقليات. وبلغت نسبة التأييد للرئيس الأميركي دونالد ترامب 61%، ويُعزى ذلك إلى قراره رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا فور توليه منصبه.
الاقتصاد في صدارة المخاوف اليومية
رغم التفاؤل السياسي، عبّر السوريون عن قلقهم المتزايد من الأوضاع الاقتصادية. وأكد 56% من المشاركين أنهم يجدون صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية، بينما أبدى 17% فقط رضاهم عن أداء الحكومة اقتصادياً. كما بيّن 86% أن دخلهم لا يغطي مصاريفهم الشهرية، فيما أعرب 65% عن معاناتهم من انعدام الأمن الغذائي خلال الشهر الماضي.



