اختُتم مساء السبت حفل زفاف رجل الأعمال الأميركي الملياردير جيف بيزوس، مؤسّس شركة أمازون، والإعلامية الأميركية لورين سانشيز، وسط أجواء احتفالية فاخرة في مدينة البندقية الإيطالية.
الحفل، الذي امتدّ على مدار ثلاثة أيام بتكلفة تجاوزت 42 مليون يورو، استقطب مئات الشخصيات البارزة من نجوم السينما إلى كبار رجال الأعمال، من بينهم أوبرا وينفري، بيل غيتس، ليوناردو دي كابريو، كيم كارداشيان وغيرهم.
وبحسب وسائل إعلام أوروبية وأمريكية، أقيمت مراسم الزواج الرسمية يوم الجمعة في حفل خاصّ على جزيرة سان جورجيو ماجيوري، بينما بلغت ذروتها مساء السبت في حفلٍ تنكّري ضخم أقيم في موقع "أرسينالي" التاريخي وسط إجراءات أمنية مشدّدة، وشمل عروضًا لفنانين عالميين مثل ليدي غاغا وإلتون جون.
ولقد قوبلت الاحتفالات بغضب شعبيّ واسع، إذ شهدت شوارع المدينة وقنواتها مسيرات احتجاجية بدأت قبل الزفاف بأيّام واستمرّت حتى يومه الأخير، بتنظيم مجموعات محلّية تحت شعارات أبرزها: "لا مكان لبيزوس"، و"المدينة ليست حديقة ترفيهية للأثرياء".
وشارك في التظاهرات مئات من سكان البندقية إلى جانب نشطاء من مختلف أنحاء إيطاليا، في مسيرة امتدّت من محطة القطار الرئيسية وصولًا إلى جسر ريالتو، احتجاجًا على ما وصفوه بـ "استغلال المدينة لأغراض استهلاكية"، في وقت يواجه فيه السكان صعوبات يومية بسبب الارتفاع الحادّ بأسعار الإيجارات وتحويل المساكن إلى وحدات سياحية على حساب السكان الأصليين.
ولم تقتصر الانتقادات على رمزية الزفاف فحسب، بل طالت سياسات بيزوس وشركته أيضًا؛ إذ رُفِعت لافتة ضخمة في ساحة سان ماركو كُتب عليها: "إذا كنت تستطيع استئجار البندقية لزفافك، يمكنك دفع ضرائب أكثر". كما عرض الناشطون مجسّمًا ساخرًا لبيزوس متشبّثًا بصندوق يحمل شعار "أمازون"، محاطًا بأوراق نقدية مزيّفة، في مشهد يُحاكي نمط الاستهلاك الفاخر مقابل الأوضاع الاجتماعية الصعبة في المدينة.
"لسنا إيران، ولا توجد شرطة أخلاقية في البندقية"
من جانبها، سعت بلدية المدينة إلى احتواء الجدل، مشيرة إلى أن بيزوس قد تبرّع بثلاثة ملايين يورو لثلاث مؤسسات بيئية محلّية تُعنى بحماية المدينة والبحيرة المحيطة بها. لكنّ الناشطين وصفوا هذه الخطوة بأنها "مجرد ذر للرماد في العيون"، مشيرين إلى أنّ قيمتها لا تعادل أكثر من ثلاثة يوروهات بالنسبة لمواطن عادي، إذا ما قورنت بثروة بيزوس البالغة نحو 233 مليار دولار.
وفي تصريح له، وصف نائب رئيس بلدية البندقية المحتجّين بأنّهم "مهووسون بأنفسهم"، وقال: "لسنا إيران، ولا توجد شرطة أخلاقية في البندقية. لا يمكننا منع أحد من الزواج هنا".
وبينما عبّر مسؤولون في المدينة عن ترحيبهم بالحفل بوصفه جزءًا من "سياحة راقية تحتاجها البندقية"، أبدى سكان آخرون انقسامًا في الآراء؛ بعضهم رأى أن هذه الفعاليات تجذب اهتمامًا عالميًا وتُنعش الاقتصاد المحلّي، فيما عبّر آخرون عن قلقهم من ازدياد البذخ والاكتظاظ، في ظلّ فقدان ملامح للمدينة الأصلية، وتراجع عدد سكانها إلى أقلّ من 50 ألف نسمة.