منتج "60 دقيقة" السابق: طُلب مني عدم إعداد تقارير عن غزة

المنتج التنفيذي السابق لبرنامج "60 دقيقة" في شبكة "سي بي إس" يتهم إدارة القناة بالتدخل في السياسة التحريرية ومنع تغطية مواضيع تتعلق بغزة وترامب لأسباب سياسية وتجارية.

1 عرض المعرض
برنامج 60 دقيقة
برنامج 60 دقيقة
برنامج 60 دقيقة
(صورة شاشة)
اتهم المنتج التنفيذي السابق لبرنامج "60 دقيقة"، بيل أوينز، إدارة شبكة "سي بي إس" ومالكيها في شركة "باراماونت" بممارسة ضغوط رقابية لمنع تغطية مواضيع تتعلق بغزة أو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خشية ردود الفعل السياسية وتأثيرها على مصالح الشركة.
ضغوط بعد تقرير عن حرب غزة
أوضح أوينز في كلمة ألقاها خلال حفل تسلّمه جائزة "إليجاه لافجوي" للشجاعة الصحافية في ولاية مين، أنه تعرّض لضغوط مباشرة بعد بث تقرير في كانون الثاني حول دبلوماسيين سابقين استقالوا احتجاجاً على تعامل إدارة جو بايدن مع الحرب في غزة.
وقال إن التقرير أثار استياء مالكة الشركة شاري ريدستون، المعروفة بدعمها لإسرائيل، وإن رسائل غير مباشرة وصلت إليه مفادها "لن تغطي غزة مجددًا، أليس كذلك؟"، مشيرًا إلى أن قراره بإعداد تقرير آخر عن غزة كان "كمن يضرب عشّ الدبابير".
تقييد التغطية السياسية والضغوط للاعتذار
وأضاف أوينز أن الإدارة حاولت أيضًا الحد من تغطية ترامب: "سألني أحدهم إذا كان علينا ذكر اسمه كثيرًا". كما كشف أنه رُفض طلب رسمي منه لتقديم اعتذار بعد جدل أثاره تعديل مقابلة مع كامالا هاريس وتهديد ترامب بمقاضاة الشبكة بمبلغ 10 مليارات دولار.
وقال: "لم أعتذر لأننا لم نرتكب خطأ. برنامج 60 دقيقة ليس مثاليًا، لكنه يتحمل مسؤولية أخطائه دائمًا". وأوضح أن ضغط الإدارة كان مرتبطًا بمحاولة "باراماونت" الحصول على موافقة هيئة الاتصالات الفيدرالية، برئاسة مسؤول عيّنه ترامب، لإتمام اندماجها مع "سكاي دانس ميديا".
استقالة واتهامات بالرقابة المؤسسية
قدّم أوينز استقالته في نيسان، موضحًا أنه أراد "تفجير الوضع مهنيًا" لفضح ما وصفه بـ"الرقابة المؤسسية" في الشبكة. كما أشار إلى أنه منع زملاءه من الاستقالة تضامنًا معه، ودعا الإدارة الجديدة بقيادة باري وايس إلى "حماية إرث 60 دقيقة"، رغم عدم امتلاكها خبرة ميدانية في العمل الصحافي.
نية للعودة إلى العمل الصحافي
أعلن أوينز أنه يجري محادثات مع جهات تمويل إعلامية ويعتزم العودة إلى العمل الصحافي قريبًا، مؤكدًا: "إما أن تفعل الصواب وتتحمل العواقب، أو تمتنع وتعيش مع النتائج". ورفضت "باراماونت" التعليق على تصريحاته.
انعكاس على واقع الإعلام الغربي
تكشف تصريحات أوينز حجم القيود التي تفرضها المؤسسات الإعلامية الكبرى في الغرب على تغطية القضايا الفلسطينية، خصوصًا الحرب على غزة، إذ تُظهر كيف يمكن للمصالح السياسية والاقتصادية أن تحدد ما يُنشر وما يُمنع. هذه الحالة، بحسب مراقبين، ليست استثناءً بل تعبير عن أجواء من الخوف داخل غرف الأخبار من خسارة الدعم المالي أو مواجهة اتهامات بالتحيّز، ما ينعكس بتضييق المساحة المتاحة للرواية الفلسطينية في الإعلام الأميركي والأوروبي.