عرضت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً موسعاً عن سكان عشيرة البدول في مدينة البتراء، الذين يواجهون خططاً حكومية لإخلائهم من بيوتهم الكهوفية التاريخية، في إطار مشاريع لتطوير الموقع الأثري وتحويله إلى وجهة سياحية منظمة.
أصوات السكان ورفض الرحيل
وجاء في التقرير أن محمد فراس، مزارع ومرشد سياحي في الرابعة والأربعين من عمره، قال: "عشت هنا طوال حياتي، لا أستطيع أن أتخيل نفسي في مكان آخر. نحن حُرّاس هذه الكهوف ولسنا مدمّرين لها". ويعيش فراس مع زوجته وأطفاله التسعة في أربعة كهوف متصلة عمرها أكثر من ألفي عام.
كما نقلت الصحيفة عن راية حسين (85 عاماً) قولها إنها أقسمت على عدم ترك بيتها الكهفي حيث ولدت وعاشت ودفن أهلها في الجبال القريبة، مؤكدة: "إذا أجبروني على الخروج سأصعد الجبل وأرمي نفسي".
موقف السلطات والجدل الدولي
التقرير أوضح أن السلطات الأردنية تعتبر وجود البدول في الكهوف غير قانوني، إذ قال الدكتور فارس بريزات، رئيس سلطة إقليم البتراء: "من واجبنا الحفاظ على الموقع للأجيال المقبلة، ولا يجوز لأحد العيش داخل الآثار".
وفي المقابل، نقلت "الغارديان" عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحذيرها من أن الإخلاء يهدد التراث الثقافي الحي، داعية الحكومة الأردنية إلى وقف هذه الإجراءات واحترام حقوق السكان.
تاريخ طويل ومعركة مفتوحة
أشار التقرير إلى أن البدول عاشوا في كهوف البتراء منذ نحو 200 عام، وأن محاولات نقلهم بدأت منذ إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي عام 1985. ورغم نقل آلاف منهم إلى قرية حديثة قريبة، عاد بعضهم إلى الكهوف.
وبحسب الصحيفة، فإن تراجع السياحة نتيجة الحرب في غزة زاد من صعوبة الأوضاع الاقتصادية للسكان، بينما يصرّ أبناء البدول على البقاء في أرضهم، معتبرين أن "الحرية في الجبل أهم من أي بيت حديث".
