أكثر من 3000 معلم عربي بالمدارس اليهودية | حليحل: "النقص الكبير بالمعلمين يجبر الطرفين على التعاون"

المعلمة ميسم يوسف تروي تجربتها في التعليم والبحث عن وظيفة في المارس اليهودية: "الحجاب كان حاجزاً أمام قبولي"

2 عرض المعرض
طلاب في مدرسة يهودية
طلاب في مدرسة يهودية
التعليم في مدارس يهودية
(فلاش 90)
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تؤكد حنان حليحل، المسؤولة عن تصنيف وتوظيف المعلمين العرب في المدارس اليهودية ضمن برنامج "نَدمج ونندمج" التابع لمعهد "مجالات"، أنّ عدد المعلمات والمعلمين العرب العاملين في المدارس اليهودية قد تجاوز 3,000 معلم ومعلمة.
حلحيل: "النقص الكبير في الكادر التعليمي بالمدارس اليهودية يجبر الطرفين على التعاون"
هذا النهار مع شيرين يونس
06:05
وتوضح حليحل في حديثها لراديو الناس: "رغم تردد بعض المديرين بين توظيف معلمين يهود أو عرب، إلا أنّ النقص الكبير في الكادر التعليمي داخل المدارس اليهودية يجعل التعاون أمرًا لا مفر منه". وأضافت أنّ البرنامج يلعب دور الوسيط بين الطرفين، حيث يتم التواصل بشكل مباشر مع المدارس وتزويدها بأسماء وأرقام معلمين عرب مؤهلين.

تأثير الحرب على دمج المعلمين العرب

وعن تأثير الحرب الأخيرة على فرص التوظيف، أشارت حليحل إلى أنّ السنة الأولى من الحرب شهدت تراجعًا ملموسًا في توجه المدارس نحو المعلمين العرب، إلى جانب حالة من الخوف لدى بعضهم من خوض تجربة التعليم في بيئة يهودية. "لكننا في البرنامج وعينا لهذه التحديات منذ البداية، ووقفنا إلى جانب معلمينا لنُقوّيهم ونُهيئهم نفسيًا ومهنيًا"، تقول حليحل.

مرافقة المعلمين والمديرين

2 عرض المعرض
طلاب يعودون لمقاعد الدراسة
طلاب يعودون لمقاعد الدراسة
التعليم في مدارس يهودية
(فلاش 90)
وأوضحت أنّ الدعم لا يقتصر على إعداد السير الذاتية أو التدريب على المقابلات فقط، بل يمتد أيضًا إلى مرافقة شخصية للمعلمين بعد دخولهم المدارس، وكذلك إلى توعية المديرين حول الفجوات الثقافية بين المجتمعين. "نحن نُهيئ الطرفين لفهم الاختلافات الحضارية، الأعياد والمناسبات، والقيم المشتركة، بهدف تقليص الفجوات وتجنّب سوء الفهم"، أضافت حليحل.
كما أشارت إلى أنّ دراسة تقييمية حديثة أجراها البرنامج أظهرت أنّ المرافقة الشخصية للمعلمين حصلت على أعلى درجة تقييم (5/5)، ما يعكس أهميتها في تعزيز ثقة المعلمين بأنّ هناك جهة تقف إلى جانبهم.

مئات المعلمين الجدد هذا العام

وبخصوص العام الدراسي الحالي، تؤكد حليحل أنّه لا يوجد رقم نهائي بعد، لكنها ترجّح انضمام مئات المعلمين العرب الجدد إلى المدارس اليهودية. وقالت "هناك أكثر من مئة معلم تم توظيفهم مباشرة عبر برنامجنا فقط، إلى جانب آخرين وجدوا فرص عمل بشكل شخصي. نحن نتوقع ارتفاع هذا العدد بشكل ملموس".
واختتمت حليحل حديثها بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون بين المجتمعين العربي واليهودي في ميدان التعليم، قائلة: "هدفنا أن نحول التحديات إلى فرص، وأن يجد كل معلم عربي مكانه الملائم في المدارس اليهودية بما يخدم طلابنا جميعًا".

معلمة عربية تروي معاناتها: "الحجاب كان حاجزاً أمام قبولي"

معلمة عربية تروي معاناتها: "الحجاب كان حاجزاً أمام قبولي"
هذا النهار مع شيرين يونس
07:44
في السياق، كشفت المعلمة السابقة ميسم يوسف، خلال مقابلة على راديو الناس، عن تجربتها الصعبة في محاولة الاندماج في المدارس اليهودية داخل إسرائيل، رغم النقص الكبير في الكوادر التعليمية هناك، مؤكدة أنّ الطريق لم يكن سهلاً أمام المعلمين العرب الباحثين عن فرص عمل.
وقالت يوسف: "منذ تخرجي قبل عشر سنوات وأنا أبحث سنوياً عن وظيفة. نعرف جميعاً أنّ المدارس العربية تعاني فائضاً كبيراً في أعداد المعلمين، بينما في المدارس اليهودية هناك نقص واضح في بعض التخصصات. لذلك ركزت على التقديم للمدارس اليهودية فقط، لكن المفاجأة أنّهم لم يدعوني حتى لمقابلات عمل في معظم الأحيان".
وأشارت إلى أنها تمكّنت قبل عامين من التدريس في مدرسة يهودية لساعات قليلة عبر جمعية محلية، رغم بُعد المسافة التي كانت تستغرق أكثر من ساعتين للوصول. غير أن التجربة، كما وصفتها، لم تفتح أمامها باب الاستقرار الوظيفي: "كان العمل أقرب إلى التطوع، فلا ساعات رسمية من الوزارة، ولا إمكانية للتثبيت أو التقدم. لذلك قررت التوقف بعد عامين"، على حد قولها.
وتطرّقت يوسف إلى المعيقات الاجتماعية والدينية التي واجهتها، خصوصاً بسبب ارتدائها الحجاب. وروت أنّ إحدى مديرات المدارس طرحت عليها سؤالاً صادماً خلال مقابلة عمل: "سألتني المديرة إذا كنت مستعدة لخلع الحجاب داخل المدرسة، لأن التلاميذ غير معتادين على رؤية معلمة محجبة". وأضافت: "رفضت ذلك بشكل قاطع. قلت لها إن الحجاب التزام ديني وليس خياراً مؤقتاً. مجرد أن تفكر المديرة بهذه الطريقة جعلني أرفض الوظيفة من الأساس".
أما خلال العامين اللذين عملت فيهما في مدرسة يهودية، فأكدت يوسف أنها تعرضت في البداية لتعليقات سلبية من بعض الطلاب. وقالت: "في البداية سمعت جُملاً جارحة من التلاميذ، انعكاساً للأفكار المسبقة التي ينقلها الإعلام وأهاليهم عن العرب. لكنني تعاملت مع الأمر باعتباره فرصة لنقل صورة أخرى عن مجتمعنا، عن قيمنا وتقاليدنا وأعيادنا".
وتابعت: "مع الوقت تغيّر الجو العام، وأصبح التواصل مع الطلاب والمعلمين أكثر راحة، بعدما لمسوا أنني قادرة على تمثيل ثقافتي باحترام وانفتاح"، مؤكدة أن حضور المعلّم العربي في هذه البيئات "قد يسهم في إزالة الصور النمطية وتخفيف التوترات".
وختمت يوسف حديثها بالتعبير عن أملها في أن تجد فرصة عمل مستقرة قريباً، مضيفة: "أتمنى أن تتاح للمعلمين العرب فرص عادلة، بعيداً عن التمييز أو العراقيل غير المنطقية".