تواصلت ردود الفعل الغاضبة في الداخل، اليوم الإثنين، عقب دعوة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للشرطة باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد ما وصفه بـ"الضجيج" الناتج عن مكبرات صوت الأذان في المساجد. وفي الوقت الذي أثارت فيه هذه الدعوة استنكارًا واسعًا، أكدت جهات محلية في يافا التوصل إلى تفاهمات تضمن حماية الأذان من أي استهداف سياسي.
منصور عباس: بن غفير يجرّ الدولة لصدام داخلي ويستخدم الأذان كورقة انتخابية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:01
اداة تحريضية
وفي هذا السياق، قال رئيس القائمة العربية الموحدة، د. منصور عباس، في مقابلة مع "راديو الناس" ضمن برنامج غرفة الأخبار مع الزميلة عفاف شيني، إن دعوة بن غفير تأتي في إطار سياسة تصعيدية ممنهجة تجاه المجتمع العربي، مشيرًا إلى أن الوزير "يسعى إلى خلق صدام مباشر منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، ويحاول استخدام قضايا دينية حساسة كالأذان كأداة للتحريض والكراهية".
اعتداء صارخ
وأضاف عباس: "تحويل صوت الأذان إلى ما يُسمى ضجيج هو اعتداء صارخ على مشاعر المسلمين، وهو جزء من حملة تحريضية يقودها وزير فاقد للأخلاق والالتزام القانوني، معروف بمواقفه العنصرية ضد المواطنين العرب".
وشدد على أن بن غفير، الذي "فشل في تحقيق وعوده الأمنية"، بات يلجأ إلى التصعيد ضد العرب كوسيلة لشد العصب الانتخابي، مضيفًا: "كل ما يشغله هو كيفية التحريض واستفزاز العرب بهدف كسب تعاطف جمهوره".
وعي سياسي وتنظيم مدني
وعن سبل الرد، أوضح عباس أن "أئمة المساجد والمؤذنين أثبتوا وعيًا كبيرًا في إدارة ملف الأذان، ونجحوا في سحب الذرائع من يد المتطرفين"، داعيًا إلى مواجهة سياسة التحريض من خلال "الوعي السياسي والتنظيم المدني ورفع الصوت بطرق عقلانية ومسؤولة".
الأنتخابات المقبلة
وأكد أن المجتمع العربي أظهر نضجًا في مواجهة هذه الحكومة الفاشية، وأن الرد الحقيقي يجب أن يكون من خلال صناديق الاقتراع: "السؤال ليس متى ستُجرى الانتخابات، بل كيف سيتصرف الناخب العربي في يوم الاقتراع؟ هل سيبقى في البيت أم سيقرر قلب المعادلة؟".
واختتم عباس حديثه بالتأكيد على أهمية التحرك الشعبي والسياسي المنظم لإسقاط هذه الحكومة، داعيًا إلى بناء بديل "أكثر عقلانية وإنسانية، يلتزم بواجباته تجاه المواطنين العرب، وينهي الحرب المستمرة على شعبنا في قطاع غزة".
سكسك: خفضنا صوت الأذان سابقًا احترامًا للجوار ولكن التحريض مستمر
وكان قد صرح عمر سكسك، رئيس مؤسسة كلنا يافا وعضو اللجنة الشعبية في يافا أمس ضمن المنتصف مع فرات نصار، إن تصريحات بن غفير تأتي ضمن نهج تحريضي دائم ضد المواطنين العرب، مؤكداً أن الأذان خط أحمر لا يمكن المساس به.
وأضاف سكسك:"اتخذنا خطوات مسؤولة قبل أشهر، وتوصّلنا إلى تفاهم مع الجيران لتخفيف صوت الأذان، وتم تركيب جهاز تحكّم عن بُعد بمستوى الصوت. لكن رغم ذلك، عادت الشكاوى، ما يدل أن المسألة ليست تقنية بل نابعة من أزمات نفسية أو أيديولوجية لدى بعض الأطراف".
وتابع:"يافا مدينة مختلطة، ونحن نحرص على التوازن والمسؤولية، لكن لا يمكن لأحد أن يطلب منا التنازل عن شعائرنا الدينية. الأذان جزء من عقيدتنا، ولن نقبل المساس به".
بن غفير يحاول افتعال أزمات ونحن نرفض الانجرار
وفي تعليقه على تحركات بن غفير، قال سكسك:"ما يفعله بن غفير ليس جديدًا، هو يُطلق فتيل التحريض باستمرار، لكننا كأهالٍ وقيادات نتعامل بعقلانية ونرفض الانجرار إلى الفوضى. ردّنا سيكون دائمًا بالحفاظ على النسيج الاجتماعي في المدينة".
كما أثنى سكسك على موقف بلدية تل أبيب، التي أبدت تعاونًا وتفهمًا حيال الموضوع في السابق، مشيرًا إلى أن العلاقة الحالية مع الجهات الرسمية "تقوم على الحوار لا التصعيد".
أذان المساجد تحت الضغط السياسي
يُذكر أن قضية صوت الأذان في البلدات العربية تعود للواجهة كل فترة، خصوصًا في فترات التوتر السياسي أو الأمني، ويُنظر إليها من قبل المواطنين العرب على أنها استهداف للهوية الدينية، في حين يعتبرها بعض المسؤولين "قضية تنظيمية".
وتأتي تصريحات بن غفير الأخيرة في ظل تصاعد التوترات العامة وتزامنها مع الحرب في غزة، ما يثير مخاوف من محاولات تأجيج الوضع الداخلي عبر استهداف الرموز الدينية.