أوروبا تسعى للاستقلال في الذكاء الاصطناعي لتجنّب التحوّل إلى "مستعمرة تكنولوجية"

أوروبا تكثّف جهودها لبناء استقلال تكنولوجي في مجال الذكاء الاصطناعي وسط مخاوف من الهيمنة الأميركية وعودة ترامب، لكنها ما تزال بعيدة عن منافسة الولايات المتحدة أو الصين من حيث التمويل والبنية التحتية.

2 عرض المعرض
الرئيس الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون
الرئيس الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون
الرئيس الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون
(تصوير: البيت الابيض)
عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حزيران الماضي عشاءً خاصًا في قصر الإليزيه مع المدير التنفيذي لشركة "إنفيديا" جينسن هوانغ، احتفاءً باتفاق جديد بين شركته وشركة "ميسترال" الفرنسية الناشئة لتطوير أكبر مراكز بيانات في فرنسا. لكن هوانغ حذّر الحاضرين من بطء أوروبا في سباق الذكاء الاصطناعي، قائلاً إنهم "ينتظرون التقنية كما ينتظرون نضوج النبيذ".
سباق أوروبي ضد الزمن
تحاول دول الاتحاد الأوروبي، التي لطالما اشتهرت بالتنظيم أكثر من الابتكار، تغيير صورتها عبر ضخّ مليارات في مشاريع الذكاء الاصطناعي المحلية. فقد أعلنت شركات كبرى مثل "SAP" الألمانية و"ASML" الهولندية عن استثمارات ضخمة لدعم الشركات الأوروبية الناشئة، بينما قدّم قادة مثل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وعودًا بإنشاء مراكز بيانات عملاقة تُعتبر ضرورية للأمن القومي والنمو الاقتصادي.
2 عرض المعرض
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
مركز بيانات جديد - صورة توضيحية
(Chatgpt)
هاجس الاعتماد على أميركا
تخشى أوروبا أن تؤدي هيمنة شركات أميركية مثل "مايكروسوفت" و"إنفيديا" و"أوبن إيه آي" إلى تحويلها إلى "مستعمرة رقمية"، خاصة في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد واحتمال استخدامه أدوات التجارة والبيانات كسلاح سياسي. هذا القلق دفع بعض البرلمانيين الأوروبيين إلى اقتراح "حركة يوروستاك" التي تلزم المؤسسات بشراء خدمات تكنولوجية محلية، حتى لو كانت أقل تطورًا من نظيراتها الأميركية.
جهود محلية وتحديات كبرى
برزت شركات أوروبية مثل "ميسترال" و"Nebius" و"Black Forest Labs" كمحركات أساسية في بناء ما يسمى بـ"الذكاء الاصطناعي السيادي"، بينما وعد ماكرون بإنفاق أكثر من 100 مليار يورو على مراكز بيانات ومعدات. في المقابل، تبقى الفجوة التمويلية كبيرة: إذ يُتوقع أن تنفق الشركات الأميركية نحو 344 مليار دولار هذا العام على الذكاء الاصطناعي، مقابل أقل من 250 مليارًا لجميع دول الاتحاد مجتمعة.
خلاف حول الأولويات
يرى بعض قادة الشركات الأوروبية أن السباق نحو البنية التحتية ليس الحلّ، إذ قال رئيس "SAP" كريستيان كلاين إن "قطار العتاد غادر المحطة"، داعيًا أوروبا إلى التركيز على تطوير البرمجيات والتطبيقات بدلًا من محاولة منافسة الولايات المتحدة في تصنيع الشرائح والأنظمة.