تستعد سوريا لإصدار أوراق نقدية جديدة تحذف منها صفرين، في خطوة وصفتها وكالة "رويترز" بالإصلاحية البارزة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، في محاولة لإعادة الثقة بالليرة التي فقدت معظم قيمتها منذ عام 2011.
خلفيات اقتصادية
بحسب الوكالة، أخطر "مصرف سورية المركزي" البنوك الخاصة منتصف أغسطس بخطته لإصدار عملة معدلة تهدف إلى تبسيط المعاملات وتعزيز الاستقرار النقدي. خمسة مصرفيين ومسؤولون اقتصاديون أكدوا أن الخطة تشمل حذف صفرين من العملة.
وأوضحت "رويترز" أن الحكومة أبرمت اتفاقاً مع شركة "جوزناك" الروسية لطباعة الأوراق الجديدة خلال زيارة وفد سوري رفيع إلى موسكو في يوليو، وهي الشركة نفسها التي تولّت طباعة العملة السورية في عهد الأسد.
التحول الاقتصادي والمخاوف
القيادة السورية الجديدة أعلنت الانتقال إلى نهج اقتصاد السوق ورفع القيود عن حركة الأموال، بعد أن كان النظام السابق يفرض حظراً على استخدام العملات الأجنبية. ورغم ذلك، يواجه الاقتصاد أزمة سيولة حادة، مع تقديرات بوجود نحو 40 تريليون ليرة متداولة خارج النظام المالي الرسمي.
ويرى خبراء أن هذه الفجوة النقدية أحد الدوافع الرئيسة وراء خطة حذف الأصفار، إذ تهدف إلى تعزيز قدرة السلطات على تتبع حركة النقد والسيطرة على التداول المالي.
أبعاد سياسية ورمزية
بعض الأوراق النقدية السورية الحالية تحمل صور بشار الأسد ووالده، ما يجعل الإصلاح الجديد خطوة فاصلة عن إرث عائلة الأسد المستمر منذ خمسة عقود.
الخبير الاقتصادي كرم شعار أوضح للوكالة أن "إزالة صور آل الأسد من العملة يمثل تحولاً رمزياً ضرورياً"، لكنه حذّر من ارتباك محتمل للمستهلكين في حال غياب إطار تنظيمي واضح. وأضاف أن إصدار فئات نقدية أكبر قد يكون خياراً عملياً لتفادي مخاطر حذف الأصفار.
الجدول الزمني المرتقب
وفق الوكالة، سيبدأ تداول الأوراق النقدية الجديدة منتصف أكتوبر، فيما سيُعلن عنها رسمياً في 8 ديسمبر بالتزامن مع الذكرى الأولى لسقوط الأسد.
المصرف المركزي وجه البنوك لإجراء اختبارات على أنظمتها التقنية وعدّ النقود وسعة التخزين، على أن تمتد فترة انتقالية لعام كامل حتى ديسمبر 2026، حيث تصبح العملة الجديدة هي المعتمدة حصرياً.