"من بوابة المدرسة إلى بوابة الموت" | رواية والد الشاب الذي كان يحرس الطلاب

والد نضال مساعدة: "ابني كان يعود من عمله إلى بيته، لا عداوات له ولا خلافات مع أحد، ومع ذلك قُتل برصاص الغدر وهو يؤدي واجبه"

والد جريمة القتل في كفرياسيف
ما زالت قرية كفرياسيف تعيش حالة من الحزن والصدمة بعد الجريمة التي أودت بحياة الشاب نضال مساعدة (35 عامًا)، الذي قُتل برصاص مجهولين أثناء عمله حارسًا لإحدى المدارس الابتدائية في القرية. وأُصيب في الحادث أيضًا رجل يبلغ من العمر 70 عامًا، وُصفت إصابته بالمتوسطة، بحسب ما أفادت به طواقم حيان للعلاج المكثف التي قدّمت لهما الإسعافات الأولية.
مأساة تهز البلدة وقع الحادث خلال ساعات الصباح في محيط المدرسة التي يعمل فيها نضال، وسط ذهول التلاميذ والمعلمين، ما أثار موجة من الخوف والغضب بين السكان. وأكد مركز الجليل الغربي الطبي في نهارية أن نضال فارق الحياة متأثرًا بجروحه الخطيرة بعد نقله للمستشفى، فيما يواصل الأطباء علاج المصاب الآخر.
1 عرض المعرض
والد ضحية جريمة القتل في كفرياسيف
والد ضحية جريمة القتل في كفرياسيف
والد ضحية جريمة القتل في كفرياسيف
(وفق البنذ 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
شهادة الوالد: “ابني محبوب من الجميع ولا عداوات له” في حديث مؤلم لراديو الناس، قال محمد مساعدة والد الضحية:“كل البلد بتحبه، عائلة محترمة، لا يوجد مشاكل مع أحد. كان فقط من العمل الى البيت، لا يزور أحد ولا يوجد لديه أعداء. كان يعمل 15 ساعة باليوم من أجل أن يعيش مع أولاده بكرامة". وأضاف الأب بصوت متقطع:“بحب الحياة، بحب الناس، والجميع يشهد له بالاحترام. بحياته لم يؤذي أحدًا، لا بالقول ولا بالفعل. ما حصل جريمة بشعة، لا أتمناها لأحد. وشدد على ضرورة أن تتحمّل الشرطة مسؤوليتها في توفير الأمن داخل المدارس وفي محيطها، قائلاً بالعامية:“مش معقول كل يوم نسمع عن إطلاق نار! لازم يكون في شرطة بالمدارس. ابني راح وهو بيشتغل، بدنا نعرف مين اللي عملها وليش.”
حالة من الغضب والحزن البلدة بدت في حالة من الذهول بعد الحادث، إذ تجمّع الأهالي أمام المدرسة والمستشفى معبّرين عن حزنهم العميق، فيما خيّم الوجوم على أجواء البلدة التي لم تستفق بعد من الصدمة. وأشار معلمون وأولياء أمور إلى أن نضال كان محبوبًا من الجميع، يتعامل بلطف مع الأطفال والمعلمين، ويؤدي عمله بإخلاص ومسؤولية.
دعوات لتحقيق العدالة من جانبهم، طالب الأهالي والفعاليات المحلية بفتح تحقيق جدي وسريع للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، مشددين على ضرورة تعزيز الأمن في المؤسسات التعليمية. كما عبّر كثيرون عن قلقهم من تصاعد أعمال العنف التي باتت تهدد حياة الأبرياء حتى في أماكن يفترض أن تكون آمنة كالمؤسسات التربوية.
رحيل نضال مساعدة ترك جرحًا عميقًا في كفر ياسيف التي فقدت أحد أبنائها المعروفين بحسن الخلق والاجتهاد في العمل. ومع استمرار التحقيقات، تبقى القرية غارقة في الحزن، تتساءل متى تنتهي دوامة العنف التي تخطف حياة شبابها واحدًا تلو الآخر.