قالت هيئة البث اليوم الأربعاء إن المستوى السياسي في إسرائيل قرر المضي قدما في فتح معبر رفح بين غزة ومصر، والإبقاء على السماح بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك بعد ساعات من إعادة رفات 4 مختطفين.
وأضافت أن إسرائيل ألغت إجراءات كانت تعتزم اتخاذها ضد حركة حماس، وتشمل خفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع إلى النصف بسبب ما قالته عنه إنه عدم التزام بالاتفاق بشأن إعادة جثامين المختطفين.
إسرائيل تتسلم 4 جثامين من غزة
وفي ساعات الليل المتأخرة من مساء أمس الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلّم، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثامين أربعة من الرهائن الذين قُتلوا أثناء احتجازهم لدى حماس في قطاع غزة، في إطار المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة.
وأوضح الصليب الأحمر في بيان أنّه قام "بنقل جثامين الرهائن إلى الجانب الإسرائيلي وفق ما نصّ عليه الاتفاق"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن هوياتهم، فيما امتنعت حماس هذه المرة عن نشر أسماء القتلى الذين سلّمت جثامينهم، خلافًا لما جرى في المرحلة السابقة.
مرحلة ثانية غامضة ومخاوف من تعثّر الاتفاق
بحسب التقديرات الإسرائيلية، من المتوقع أن تُسلّم حماس الأربعاء مجموعة جديدة من الجثامين، يُرجّح أن تضم أربعة رهائن آخرين، غير أنّ العدد النهائي لا يزال غير محسوم. وتشير المصادر الأمنية في إسرائيل إلى أنّ ما لا يقل عن نصف الجثامين ما زالت في غزة، وأنّ استعادتها تعتمد على عمل الفريق الميداني المشترك الذي يضم ممثلين من قطر ومصر وتركيا، والمكلّف بالإشراف على عمليات البحث والاستعادة داخل القطاع.
ترامب: "المهمة لم تكتمل بعد"
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ "كل العشرين رهينة الذين أُفرج عنهم أحياء عادوا إلى بلادهم وبصحة مقبولة، لكن المهمة لم تكتمل بعد، إذ لم تُعاد جثامين القتلى كما وُعد". وأضاف: "بدأت الآن المرحلة الثانية من الخطة، وحماس ستُجرّد من سلاحها، سواء قرّرت القيام بذلك بنفسها أم لا، فنحن سنتولى الأمر إن لزم".
ووفق ترامب، فإن المرحلة المقبلة من خطة السلام تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة بالتوازي مع ضمان أمن إسرائيل ونزع سلاح الفصائل المسلحة، مشيرًا إلى أنّ الجهود الدبلوماسية لا تزال قائمة لمعالجة التعقيدات التي برزت في تنفيذ الاتفاق.
توتر دبلوماسي وإجراءات إسرائيلية جديدة
من جانبها، فرضت إسرائيل قيودًا إضافية على حركة المعابر، فأغلقت معبر رفح أمام مغادرة الفلسطينيين وقلّصت عدد الشاحنات التي تنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنّها "لم تكسر أدوات الحوار".
وأكد مصدر سياسي إسرائيلي أنّ "عدم إعادة جميع الجثامين قد يعرّض الاتفاق للخطر"، لكنه أوضح أنّ الحديث عن خرق فعلي للاتفاق لا يزال مبكرًا، نظرًا لأنّ حماس أبلغت الوسطاء منذ البداية بصعوبة تحديد أماكن جميع الجثامين في المدى القريب.
ويشمل الاتفاق، بحسب المصدر، تبادل جثامين، بحيث تُسلَّم 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثمان رهينة إسرائيلي يُعاد. وفعلاً، أُعيدت اليوم إلى قطاع غزة 45 جثة لمقاتلين فلسطينيين في إطار تطبيق هذا البند.
نتنياهو: "نُعيد القتلى كما أعدنا الأحياء"
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار مساء الثلاثاء عدداً من المحرّرين في مستشفى بيلنسون، مؤكداً أنّ حكومته "تتعامل مع استعادة جثامين القتلى بنفس الجدية والمسؤولية التي أوليناها لعودة الأحياء". وقال:"لن ندّخر أي جهد أو وسيلة لإعادة جميع الرهائن، سواء أحياء أو أمواتًا. نعمل على ذلك بكل إصرار، وأتوقع أن تصلنا أخبار جديدة خلال الساعات المقبلة".
تقديرات أمنية: العملية ستطول
وتشير التقديرات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أنّ عملية استعادة الجثامين قد تستمر لأسابيع، إذ يُعتقد أن بعضهم دُفن في مناطق مهدّمة يصعب الوصول إليها. وتعمل فرق فنية مصرية داخل القطاع بالتنسيق مع الصليب الأحمر وخبراء إسرائيليين لتحديد المواقع المحتملة، على أن تُمنع أعمال إعادة الإعمار في تلك المناطق إلى حين استكمال عمليات البحث.
3 عرض المعرض


رئاسة الوزراء الإسرائيلية تنشر صورة المراسم العسكرية لاستلام الجثامين بالأمس
(رئاسة الوزراء الإسرائيلية)
غضب وانتقادات داخل إسرائيل
في الداخل الإسرائيلي، أثارت احتفالات بعض النواب في الكنيست بعودة الرهائن الأحياء موجة انتقادات، وسط دعوات إلى التزام الحزن والاحترام لعائلات القتلى الذين ما زالوا في غزة.
من جهة أخرى، تمّ اليوم التعرف على هوية أربعة من القتلى الذين أُعيدت جثامينهم أمس.
مع تسلّم الجثامين الأربعة، تتقدّم المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة ببطء وحذر شديدين، وسط تشكيك متبادل في النوايا بين إسرائيل وحماس، وتخوّف من انهيار العملية برمتها إذا لم تُنفّذ البنود المتعلقة بالرهائن القتلى. وبينما تتواصل الوساطة الدولية بقيادة قطر ومصر وتركيا، يبقى مصير عشرات القتلى المفقودين في غزة رهين الحسابات السياسية والأمنية للطرفين.
First published: 23:24, 14.10.25