شهدت تل أبيب اليوم (الأربعاء) مظاهرات واسعة النطاق بعد مرور 600 يومًا على اندلاع الحرب في غزة وخطف عشرات الإسرائيليين، حيث شارك مئات المتظاهرين في احتجاجات تطالب بالإفراج الفوري عن 58 مختطفًا ما زالوا بقبضة حماس، بينهم جنود ومدنيون، أحياء وأموات.
في قلب تل أبيب، أضرم المتظاهرون النيران في مشاعل رمزية، واقتحم بعضهم مبنى – المقر المركزي لحزب الليكود – وقاموا بربط أنفسهم على درجات السلم المؤدي إلى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأعلن المنظمون بدء "اعتصام غير عنيف يستمر 600 دقيقة، للتذكير بـ600 يوم من الإهمال المتعمد"، بحسب تعبيرهم.
وقالت مجموعة المحتجين أمام مكتب نتنياهو: "نحن هنا في اعتصام سلمي على درج المبنى الذي يديره من يتصرف وكأن لا أحد محتجز، وكأن الوقت لا ينفد". وأضافوا: "هذا المكان، الذي كان يرمز يومًا للمسؤولية الوطنية، تحول إلى غرفة صفقات سياسية باردة مع الأعداء. جئنا لنسلط الضوء على ما يُراد له أن يُدفن: 600 يوم من الإخفاء، الإنكار، والتخلي عن المسؤولية".
وأفادت الشرطة أن قوات "حرس الحدود" شرعت في تفريق المتظاهرين بالقوة من داخل المبنى والطرقات المحيطة، بعد أن قام بعضهم بعرقلة حركة السير في شوارع رئيسية قريبة.
وفي موازاة ذلك، نظّمت مجموعة من الأمهات "مسيرة العربات" حول مقر "الكرياه" العسكري في تل أبيب، حيث دفعت الأمهات عربات أطفالهن ورفعن لافتات تطالب بـ"إبرام صفقة للإفراج عن جميع المحتجزين فورًا". وقد قادت المسيرة رِفقة بوحبوط، زوجة المختطف ألكناه بوحبوط، التي قالت: "كل دقيقة تمر هي خيانة إضافية لعائلات المختطفين".
المتظاهرون أكدوا في بيانهم أن تحركهم جاء "باسم الأغلبية الصامتة، وباسم العائلات المنهارة، والجنود والجرحى والمبعدين والمخطوفين الذين ما زالوا هناك، والذين يُترك مصيرهم للإهمال والتأجيل"، وشددوا: "طالما هم في الداخل، لن نصمت في الخارج".