في خضم موجة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتصاعد المخاوف في قطاع السيارات العالمي من تداعيات اقتصادية قد تتجاوز في شدّتها أزمة 2008، مع تسجيل شركات كبرى خسائر بمليارات الدولارات.
تويوتا في قلب العاصفة وتحذيرات من خسائر بـ9.5 مليارات دولار
أعلنت شركة تويوتا، أكبر صانع سيارات في العالم، الخميس، عن خفض توقعاتها السنوية للأرباح التشغيلية من 25.85 مليار دولار إلى 21.8 مليار، محذّرة من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية التي كبّدتها خسائر بـ3.06 مليارات دولار في الربع الأول فقط، رغم أرباح تشغيلية فاقت التوقعات.
وأوضح المحلل تاتسويو يوشيدا من "بلومبيرغ إنتليجنس" أن تويوتا بدأت فعلاً بتعديل سلاسل التوريد لتقليل تعرّضها للرسوم. ورغم الأزمة، حققت الشركة مبيعات قياسية بلغت 5.5 ملايين سيارة في النصف الأول من 2025، بزيادة 7.4% عن العام السابق.
شركات أميركية ويابانية أخرى تتكبد مليارات وتدق ناقوس الخطر
الخسائر لم تقتصر على تويوتا، إذ قدّرت فورد موتور التأثير بنحو ملياري دولار، بينما تحدثت جنرال موتورز عن ما بين 4 و5 مليارات، وستيلانتيس عن 1.65 مليار، وفق رويترز. وفي اليابان، رجّحت نيسان أن تبلغ خسائرها 2.04 مليار دولار، وهوندا 3.06 مليارات، وسوبارو 1.43 مليار، بحسب تقارير من "نيكاي آسيا" و"بلومبيرغ".
وكانت الولايات المتحدة واليابان قد وقعتا اتفاقاً في يوليو/تموز الماضي، يفرض رسوماً بنسبة 15% على السيارات اليابانية المصدّرة، وهو معدل أقل من المتوقع لكنه يبقى كفيلاً بإحداث صدمة.
تحذيرات من تأثير طويل الأمد على الوظائف والاستثمار
تقرير صادر عن "معهد بيترسون" حذّر من أن الرسوم ترفع كلفة الإنتاج وتقلّص الوظائف على المدى الطويل، مؤكداً أن سياسات الحماية التجارية تفشل غالباً في تعزيز الابتكار أو الاستثمار المستدام.
رغم ذلك، تسعى تويوتا للحفاظ على وتيرة إنتاج محلية عالية، معلنة عن خطط لبناء مصنع جديد في محافظة آيتشي اليابانية للحفاظ على إنتاج سنوي بـ3 ملايين سيارة.