هاجمت حركة فتح، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، حركة حماس على خلفية تصريحات القيادي في الحركة محمد نزال، التي وصفتها فتح بأنها تكشف بوضوح طبيعة نهج حماس ومقاربتها للمرحلة المقبلة، مؤكدة أن هذه التصريحات تؤكد أن حماس ما زالت تقدّم مصالحها التنظيمية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
وقال عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، إنّه “بعد عامين من الإبادة والدمار والتهجير التي طالت أبناء شعبنا في قطاع غزة، كان الأجدر بحركة حماس أن تنحاز إلى إرادة شعبها ومصالحه العليا، لا أن تواصل إدارة الظهر للواقع المأساوي الذي صنعه الانقلاب وسنوات الحكم الأحادي.”
رفض قاطع لأي حلول جزئية أو مشاريع فصل
وأكدت حركة فتح في بيانها رفضها المطلق لأي حلول جزئية أو صيغ تكرّس الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، محذّرة من أن الحديث عن هدنة طويلة الأمد أو تسويات محلية يمنح الاحتلال أوراقاً مجانية ويقوّض المشروع الوطني الفلسطيني.
وأضاف البيان أن مثل هذه الطروحات تستبدل الحل السياسي الشامل القائم على الشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، بمشاريع إدارة محلية تحت سقف الاحتلال، وهو ما تعتبره الحركة تهديدًا جوهريًا للهوية الوطنية الفلسطينية ووحدتها السياسية والجغرافية.
“سيطرة غير شرعية” وتكرار للمأساة
وتابع عبد الفتاح دولة في بيانه أن إصرار حركة حماس على استمرار سيطرتها الأمنية في قطاع غزة بعد كل ما جرى، يعني الإصرار على إعادة إنتاج حكمٍ بالقوة غير الشرعية، وما رافقه من انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية متكرّرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع المنكوب.
وأشار إلى أن هذه الممارسات تأتي في لحظة يحتاج فيها الفلسطينيون إلى ترميم النسيج الوطني لا تمزيقه من جديد، مؤكدًا أن “ما ورد من إيحاءات حول استعداد حماس للاحتفاظ بالسيطرة مقابل التخلي عن السلاح ليس جديداً”، وأن الحركة سبق أن عرضت ذلك على أطراف إقليمية ودولية، بينها الإدارة الأميركية، في إطار خطة الرئيس ترامب التي تضمنت بندًا واضحًا حول تسليم السلاح. واعتبر المتحدث أن ذلك يعكس طبيعة المقايضات التي تسعى إليها حماس للحفاظ على بقائها في الحكم، لا على حقوق الشعب الفلسطيني.
فتح: الحل بعودة غزة إلى الشرعية الوطنية
وختمت فتح بيانها بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لإنهاء المأساة الوطنية هو عودة قطاع غزة إلى مظلة الشرعية الوطنية الفلسطينية، ووقف كل محاولات تفكيك الهوية الجامعة للشعب الفلسطيني، داعية إلى توحيد الجهود لمواجهة الاحتلال بدلاً من تكريس الانقسام الداخلي.
خلفية: تصريحات نزال تثير الجدل
وكان القيادي في حركة حماس محمد نزال قد صرّح في مقابلة مع وكالة رويترز أن الحركة “ستبقى موجودة على الأرض خلال فترة انتقالية تُدار فيها غزة من قبل حكومة تكنوقراط”، مشيرًا إلى أن “وجود الحركة ضروري لحماية شاحنات المساعدات من اللصوص والعصابات المسلحة”.
كما شدد نزال على ضرورة إجراء انتخابات عامة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، معربًا عن رغبة حماس في هدنة تمتد بين 3 و5 سنوات لإعادة إعمار القطاع، مؤكدًا أنها “ليست للاستعداد لحرب جديدة”.