كشفت الشرطة اليوم عن اعتقال شابين من الوسط اليهودي من مدينة نيشر في حيفا بشبهة التجسس لصالح إيران، مشيرة إلى أن أحدهما قام بتتبع تحركات وزير الأمن يسرائيل كاتس.
وقالت الشرطة إن الشابين هما روعي مزراحي وألموغ أتياس، يبلغان من العمر 25 عاما من مدينة نيشر، وهما مشتبهان بتورطهما في قضية تجسس خطيرة لصالح مسؤولين إيرانيين.
وبحسب الشبهات، فقد طلبت إيران من روعي، شراء كاميرا مزودة ببطاقة "SIM" تنقل الشريط المصور في الوقت الفعلي، وتثبيتها في مراكز مزدحمة في حيفا، ونقل السيطرة على الكاميرات إلى مشغليها.
وفي وقت لاحق، تلقى ألموغ أيضًا تعليمات من إيران تركيب كاميرات في منطقة الطريق المؤدي إلى منزل وزير الأمن. وكان الإثنان، اللذان ليس لديهما سجل إجرامي، غارقين في ديون مالية كبيرة.
"اتهام 34 إسرائيليا والظاهرة أخطر"
تشير التقارير المتوفرة إلى أن 34 إسرائيليًا متهمون بـ 19 قضية تجسس مختلفة منذ بداية الحرب، لكن يبدو أن الظاهرة الخطيرة أوسع مما يُعتقد.
تم الكشف أمس عن قضية تجسس أخرى قام فيها يهودي بالتجسس على رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، ومن بين المهام التي أوكلت إليه هي التوجه للمستشفى حيث خضع للعلاج ومراقبة طاقمه الأمني وتصويرهم.
مصدر أمني إسرائيلي علّق بالقول إن هذه الأفعال بدت في البداية وكأنها "أعمال شغب"، لكن المؤسسة الأمنية تتعامل معها الآن باعتبارها "تهديدا مباشرا وحقيقيا لأمن الدولة، بحيث يريد الإيرانيون خلق صورة للنصر من خلال التصفية داخل إسرائيل".
وحذر المصدر الأمني الإسرائيلي من أن الامر لا يتعلق بأفراد، بل هناك ظاهرة أصبحت واسعة الانتشار، والجمهور يبدو أنه لا يدرك مستوى خطورتها على أمن الدولة".
الخطر الداهم: محاولة اغتيال مثلا
تلاحظ المؤسسة الأمنية تزايد محاولات تجنيد الإسرائيليين من قبل عناصر الاستخبارات الإيرانية. وكان مئات الإسرائيليين على اتصال بالإيرانيين، بينما كان العشرات منهم على استعداد لتنفيذ مهام نيابة عنهم.
ويرى مصدر أمني إسرائيلي إن القلق الرئيسي يكمن في "موطئ قدم طهران في إسرائيل، بحيث أن المشتبه بهم الإسرائيليين المجندين لصالح إيران سهولة الوصول (لمعلومات أمنية)، وأن بإمكانهم الوصول إلى الناس وإيذائهم من خلال عملاء، مع حرية كاملة في التصرف".
بالنسبة للمسؤولين، فإن التهديد الرئيسي هو ما يسمى في المؤسسة الأمنية: "احتمال التدحرج"، بحيث "يبدأون بطلبات بسيطة مثل التقاط صورة أو تعليق لافتة وينتهي الأمر باغتيال أو قتل". وعلّق بالقول "هذه الحادثة ليست مزحة، ولها تأثير مباشر على أمننا".
الخطوة الأولى: الثراء بسهولة
وفقا للمصادر الأمنية، فإن من الصعوبات التي تواجه جهاز الأمن العام (الشاباك) في إحباط محاولات التجنيد الإيرانية هو التنوع الكبير في المجندين.، من شباب وكبار السن، والعرب واليهود، والمهاجرين الجدد وغيرهم، بينما الدفاع للتجسس هو مشترك للجميع تحت عنوان كسب المال.
ويقول المسؤولون الأمنيون "هؤلاء هم الأشخاص الذين يريدون الثراء بسهولة، وليس لديهم أي ارتباط بالدولة وأمنها، وهم على استعداد لتنفيذ المهام دون طرح أي أسئلة".
هكذا تجنّد إيران عملاءها
في أغلب الحالات، تتم عملية التجنيد من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وتبدأ بتلقي المجند المحتمل اتصالاً يبدو بريئًا. في كثير من الأحيان، يتظاهر المشغلون من طهران بأنهم نساء شابات. إنهم يتراسلون بحرية باللغة العبرية، ويعرضون مبالغ كبيرة مقابل مهام بسيطة نسبيًا.
أما الطريقة التي يستخدمها الإيرانيون فهي أن يصلوا إلى عدد كبير من الناس على نطاق واسع، وفي النهاية يتمكنون من "القبض" على أولئك الذين يوافقون على التعاون معهم. بعض المجندين لا يعلمون أنهم يعملون لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بينما ويدرك الآخرون هذا الأمر، ورغم إدراكهم لخطورة أفعالهم، فإنهم يقررون المخاطرة.