كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على مدينة غزة ومناطق أخرى في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، في وقت دفع تهديده باستهداف الأبراج السكنية وبدء توسيع عملياته البرية عشرات العائلات إلى النزوح جنوباً ووسط القطاع عبر الطريق الساحلي. وأفادت وكالة الأناضول بأن حركة النزوح تزايدت مع إعلان الجيش توسيع ما يسميه "المناورة البرية" ضمن "عملية عربات جدعون 2"، وتحديد منطقة أطلق عليها "إنسانية" في مواصي خان يونس.
وحذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية، مؤكدة أنّ آلاف المدنيين يجبرون على النزوح المتكرر وسط نقص حاد في المساعدات. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن ثلاثة آلاف حالة نزوح سُجّلت خلال يومين فقط، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تواصل فرض قيود على إدخال المساعدات إلى القطاع.
بالتوازي، كشفت تقارير اسرائيلية عن استئناف محادثات غير مباشرة بين واشنطن وحركة حماس في الأيام الأخيرة، لكنها أوضحت أنّ الولايات المتحدة لا تعارض تقدّم الجيش الإسرائيلي نحو احتلال غزة. وأضافت أنّ عودة الحوار جاءت بعد تعثر الجهود القطرية والمصرية في بلورة صيغة لوقف الحرب.
من جانبها، جدّدت حركة حماس تمسكها بالموافقة المشتركة مع الفصائل على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار المقدم منتصف أغسطس/ آب الماضي، مؤكدة انفتاحها على أي أفكار تؤدي إلى وقف شامل ودائم للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وضمان دخول المساعدات وتبادل الأسرى.
وأعلنت الحركة أنّ وفداً قيادياً أنهى زيارة إلى مصر في إطار مساعٍ لإنهاء ما وصفته بـ"حرب الإبادة" على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والقدس.
إحدى الغارات التي استهدفت مبنى في مدينة غزه قبل قليل
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة حكومته صباح اليوم، إن الجيش الإسرائيلي "يوسع التوغل داخل مدينة غزة"، مضيفاً أن قواته "تواصل تدمير البنى التحتية للفصائل المسلحة، واستهداف الأبراج التي تُستخدم لأغراض عسكرية"، على حد وصفه.
وأشار نتنياهو إلى أنّ "منطقة إنسانية جديدة أُنشئت بهدف إتاحة خروج المدنيين من غزة إلى أماكن أكثر أمناً وتلقي المساعدات"، مدعياً أنّ نحو مئة ألف شخص غادروا المدينة، فيما لا يزال نحو تسعمئة ألف من سكانها داخلها، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
في غضون ذلك، دوّت صافرات الإنذار صباح اليوم في محيط غزة، عقب إطلاق صاروخين من خان يونس، وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض أحدهما، فيما سقط الآخر في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات أو أضرار.