في ختام مشاوراتٍ أمنية عقدها مساء اليوم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه وجّه القيادات العسكرية إلى تنفيذ ضربات قوية وفورية في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو عقد اجتماعين أمنيين اليوم، أحدهما قبل حادثة رفح، وذلك في أعقاب ما وصفته الحكومة بـ خروقات حماس لاتفاق وقف إطلاق النار وتأخير تسليم جثامين الرهائن القتلى.
ويأتي القرار بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي تصويرًا جويًا بطائرة مسيّرة قال إنه يثبت أن رفات الجندي أوفير تسرفاتي – الذي انتُشل في عملية عسكرية قبل نحو عامين وأُعيدت بقايا إضافية منه الليلة الماضية – نُقلت إلى الصليب الأحمر بعد "مسرحية" مدبّرة، حيث أُلقي الكيس الذي يحتوي على الرفات في حفرة، ثم دُفن وأُعيد "اكتشافه" لاحقًا بهدف التضليل.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس أنها قررت تأجيل تسليم الجثة التي أعلنت العثور عليها بسبب التصعيد الإسرائيلي. وأوضحت القسّام أنّ "أي تصعيد صهيوني سيعوق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثث وسيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال جثث قتلاه.
الأحداث في رفح
أعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصر من حركة حماس أطلقوا، اليوم الثلاثاء، قذائف مضادة للدروع ونيران قنص باتجاه قواته في منطقة رفح، ما أدى إلى اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار بين الجانبين. واعتبرت اسرائيل أن الأمر يشكّل "خرقا جديدا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وردّ الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي استهدف مواقع في شرق رفح.
في سياق متُصل، أعلنت حماس أنها ستسلّم عند الساعة الثامنة مساءً جثمان رهينة إسرائيلي آخر. ويأتي ذلك بعد أن سلّمت الحركة الليلة الماضية رفات الجندي أوفير تسرفاتي، الذي يُعدّ أحد 13 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، حيث زعمت الحركة أنّها عثرت على بقاياه داخل أحد الأنفاق خلال ساعات الظهر.
من جهتها، هاجمت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حركة حماس، معتبرة أن ما جرى "خرق واضح للاتفاق من قبل منظمة إرهابية". وأضاف البيان أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعقد جلسة أمنية طارئة مع قادة المؤسسة الأمنية لبحث الخطوات الإسرائيلية المقبلة في ضوء هذه الانتهاكات.
حماس تنفي خرق الاتفاق وتحمّل إسرائيل مسؤولية تأخير تسليم الجثث
من جانبه، نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، في تصريحات لقناة الجزيرة، الاتهامات الإسرائيلية بشأن خرق الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكّدًا أن حماس والفصائل الفلسطينية ملتزمة "بكل أمانة" ببنود الاتفاق.
وأوضح الهندي أن الحركة سلّمت حتى اليوم 16 جثة لجنود ورهائن إسرائيليين، مشيرًا إلى أن عملية انتشال الجثث من بين الأنقاض والأنفاق تواجه صعوبات كبيرة بسبب حجم الدمار وقلة المعدات المتاحة، مضيفًا:"نطالب منذ أيام بالسماح بإدخال معدات ثقيلة وفرق إنقاذ إضافية لانتشال ما تبقّى من الجثث، لكن الاحتلال يرفض ذلك".
وشدّد القيادي في حماس على أن الحركة لا تملك أي مصلحة في إخفاء أو تأخير تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين، مؤكّدًا أن كل ما تم حتى الآن تمّ بالتنسيق مع الوسطاء. وقال:"على العدو أن يفهم أننا ملتزمون بالاتفاق، وعليه أن يكفّ عن اتهامنا زورًا بخرقه".
وأضاف الهندي أن حماس طلبت موافقة إسرائيل على دخول فرق بحث إلى ما تُعرف بـ"المناطق الحمراء" داخل قطاع غزة، وخصوصًا في رفح، للبحث عن بقايا جثث لجنودها، لكن الطلب رُفض، داعيًا الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لتسهيل عمليات البحث وانتشال الجثث المتبقية.
واختتم بالقول إن "الاحتلال هو من يتحمّل المسؤولية عن تأخير استخراج الجثث وتسليمها"، مشيرًا إلى أن المقاومة "بذلت كل جهد ممكن في هذا الملف رغم الظروف الميدانية القاسية".
First published: 17:35, 28.10.25