النائب أيمن عودة في مقابلة خاصة على راديو الناس
في مقابلة موسعة عبر راديو الناس، استعرض النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة العربية للتغيير، رؤيته للوضع الإقليمي والمحلي، وتطرق بإسهاب إلى محاولات إقصائه من الكنيست، بالإضافة إلى رؤيته لمسألة الوحدة السياسية في المجتمع العربي في ظل الظروف الراهنة وإعادة تشكيل القائمة المشتركة.
لا منتصر في الحرب مع إيران
وحول نتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، شدد عودة على أنه لا يوجد منتصر في هذه الحرب، لا لإسرائيل ولا لإيران ولا للولايات المتحدة. وأكد أن الهدف الأساسي من الحرب بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة كان إخضاع إيران وإدخالها إلى دائرة النفوذ الأمريكي، إلا أن ذلك لم يتحقق، لا سياسيًا ولا اقتصاديًا، وهو ما يعد فشلًا استراتيجيًا لهما.
وقال عودة: "لا يمكن اعتبار ما حدث انتصارًا أمريكيًا أو إسرائيليًا. حتى مسألة البرنامج النووي الإيراني لم تُحسم، والمجتمع الإسرائيلي نفسه يعيش حالة ارتباك بعد هذه الحرب، بدليل استمرار قوة معسكر نتنياهو في استطلاعات الرأي رغم كل ما جرى".
وأشار عودة إلى أن سياسة القوة والمزيد من القوة التي اعتمدها اليمين الإسرائيلي لم تجلب لا الأمن ولا السلام، لا على مستوى الشعب الفلسطيني ولا حتى على مستوى المجتمع الإسرائيلي ذاته، مشددًا على أن الحل الوحيد يكمن في الاعتراف بحقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وقيام دولتين.
محاولات الإقصاء: استهداف سياسي وترهيب للمجتمع العربي
فيما يتعلق بمحاولات إقصائه من الكنيست، أوضح عودة أن قانون الإقصاء الذي يجري استخدامه ضده هو قانون يعود إلى عام 2017، ينص على إمكانية إقصاء عضو كنيست بدعوى دعم الإرهاب أو العنصرية، إذا وقع 70 عضو كنيست على عريضة ضده، ثم يتم التصويت في لجنة الكنيست بأغلبية 75%، وبعدها في الهيئة العامة بـ 90 صوتًا، وأخيرًا تبت المحكمة العليا بالقرار.
وبيّن عودة أن سبب التحرك ضده كان تغريدة كتبها خلال صفقة تبادل الأسرى والمختطفين، جاء فيها: "أنا سعيد بتحرير المختطفين والأسرى. يجب تحرير الشعبين من نير الاحتلال لأننا جميعًا ولدنا أحرارًا." وأكد أن هذه الكلمات تعبر عن موقف أخلاقي وإنساني بحت، وليس فيه أي دعم للإرهاب كما يُتهم.
وأضاف عودة: "التحريض ضدي سببه نفسي بالأساس، لأنهم لم يتحملوا رؤية الفلسطينيين يحتفلون بتحرير الأسرى. جوهر القضية أنهم لا يعترفون أصلاً بعدالة قضية الشعب الفلسطيني ولا يرون فيه مناضلين من أجل الحرية".
ورأى عودة أن محاولات الإقصاء تهدف إلى ترهيب المجتمع العربي وضرب حرية التعبير لديه وإعادته إلى أجواء الحكم العسكري. وقال: "إذا تراجعت، أكون قد قدمت خدمة للمؤسسة الحاكمة في انتهاك حرية التعبير. لذلك لن نتراجع قيد أنملة".
انتقاد لمواقف المركز واليسار
وجه عودة انتقادًا واضحًا لبعض أعضاء المركز واليسار الذين وقعوا على عريضة الإقصاء، معتبرًا أن عليهم هم التراجع، وليس هو أو قائمته. وقال: "نحن ثابتون على مواقفنا الأخلاقية. من يجب أن يتراجع هم لابيد وغانتس ومن يمثلون المركز واليسار، لأنهم في النهاية يساهمون في تكريس القمع بدل الدفاع عن الديمقراطية".
الوحدة السياسية في المجتمع العربي
على صعيد الوضع الداخلي، شدد عودة على أهمية الوحدة السياسية في مواجهة حكومة اليمين، معبرًا عن استعداده لوحدة شاملة تضم الجبهة والتجمع والعربية للتغيير والقائمة الموحدة، بناءً على برنامج حد أدنى متفق عليه.
وقال: "ألم يحن الوقت أن نستوعب أن لا سبيل إلا التوحد؟ لا يمكننا إسقاط هذه الحكومة الفاشية إلا بوحدة صف شاملة. وما يجري من خلافات على المقاعد يجب أن لا يطغى على الهدف الأسمى".
وأكد عودة أن التجربة أثبتت أن أهم الفترات التي شهدت تحسنًا نسبيًا في أوضاع المواطنين العرب كانت في ظل حكومات دعمت المسار السلمي، بينما الأسوأ هو ما نعيشه منذ 7 أكتوبر.
وحول العلاقة مع القائمة الموحدة، أوضح عودة أنه رغم الخلافات السابقة إلا أن المرحلة تفرض التقارب. وقال: "على الجميع أن يدرك أن سياسات اليمين لم تعد بحاجة إلى شهود زور. وحدة وطنية حقيقية باتت ضرورة".
رسالة للشارع العربي
اختتم عودة حديثه برسالة إلى المجتمع العربي قائلاً: "هذه ليست معركة أيمن عودة وحده، بل معركة كل من يؤمن بالحق والحرية وحرية التعبير. هذه مرحلة مفصلية علينا أن نكون فيها موحدين وثابتين".