حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الأحد)، من أنّ معدلات سوء التغذية في قطاع غزة بلغت مستويات مثيرة للقلق، مشيرة إلى أنّ "سوء التغذية يسلك مسارًا خطيرًا ويظهر في الارتفاع الحاد بعدد الوفيات خلال الشهر الجاري".
وأوضحت المنظمة أنّ "معظم وفيات سوء التغذية سُجّلت قبل وصول المستشفيات أو بعد وقت قصير من الوصول، وكانت الأجساد هزيلة جدًا"، مؤكدة أنّ "الحصار المتعمّد على غزة وتأخير المساعدات تسبب بفقدان أرواح كثيرة".
وأضافت أنّ "ما يقارب واحدًا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حاد"، لافتة إلى أنّ "ارتفاع الحالات يثقل كاهل المراكز الطبية ويدفع النظام الصحي نحو الانهيار"، بينما "المراكز الطبية المتبقية تعمل فوق طاقتها وتوشك على نفاد الوقود". كما نبّهت إلى أنّ "العاملين في القطاع الصحي منهكون، وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي يسرّع تفشي الأمراض".
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنّ إسرائيل "تواصل قيادة عملية إدخال المساعدات الإنسانية"، مضيفًا أنّ "ممرات إنسانية أُنشئت لتوفير حركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة"، وادعى أنه "بمؤشراتنا لا يوجد تجويع، هذا ادعاء كاذب".
سياسيًا، تشهد إسرائيل نقاشات داخلية حادة بشأن "الهدنات الإنسانية" التي سمحت بها الحكومة في غزة. وذكرت تقارير إسرائيلية أنّ "اليمين يمارس ضغطًا شديدًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، بينما "يعتقد مقرّبون منه أنّه إذا لم يتقدم التفاوض مع حماس فستصعّد إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع".
وبحسب تصريحات مصدر سياسي رفيع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تسعى إسرائيل إلى "خلق تهديد حقيقي بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدفع صفقة تبادل جزئية"، في حين رجّح المصدر أنّ "توسيع المساعدات الإنسانية يبعد الصفقة في المدى القصير لكنه جاء لإسكات المجتمع الدولي".
وبحسب المصدر، فإن الأيام القريبة ستكون حاسمة، إذ يتوقع أن تنتهي إلى أحد خيارين: تصعيد عسكري ورفع مستوى العمليات أو التوصل إلى صفقة.
من جهته، قال ترامب: "لا أعرف ما الذي سيحدث، إسرائيل يجب أن تتخذ القرار. أعلم ما كنت سأفعله لكن من غير المناسب أن أقوله. نريد إعادة المختطفين، 20 حيًا وكثير من الجثث. التقيت الأهالي وكان الأمر حزينًا للغاية". وأضاف: "قدمنا 60 مليون دولار للغذاء في غزة ولم يشكرنا أحد".
وأكدت مصادر فلسطينية أن قطر ومصر تعملان لعقد جولة تفاوض جديدة خلال 48 ساعة لحل النقطة الخلافية الوحيدة المتبقية بعد إغلاق معظم البنود في الجولة السابقة، مع استمرار التواصل مع وفد حماس حتى بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي الدوحة.