بعد 15 عامًا ويوم واحد على أحداث"سفينة مرمرة"، يستعد نشطاء "أسطول الحرية" اليوم للإبحار مجددًا نحو قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض من قبل إسرائيل. السفينة "مادلين" ستنطلق من صقلية الإيطالية، وعلى متنها شخصيات بارزة في مقدمتها الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الإيرلندي ليام كننغهام (المعروف بدور "دافوس" في مسلسل "صراع العروش")، بالإضافة إلى رِما حسن، النائبة في البرلمان الأوروبي والمناهِضة البارزة للسياسات الإسرائيلية، والتي سبق أن رُفض دخولها إلى إسرائيل.
وتأتي هذه المبادرة بعد أقل من شهر على فشل محاولة سابقة، حين تعرّضت سفينة "Conscience" لهجوم غامض بطائرات مسيرة قرب سواحل مالطا. منظمو الأسطول وجهوا حينها أصابع الاتهام إلى إسرائيل، مؤكدين أن القصف استهدف مقدمة السفينة حيث توجد مولدات الكهرباء، لكن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ مسؤوليتها.
تصريحات نارية من المشاركين
الناشطة تونبرغ صرّحت قبيل الانطلاق:"ما يحدث في غزة هو تجويع ممنهج لمليوني إنسان. لدينا واجب أخلاقي للوقوف مع فلسطين حرة."
أما الممثل كننغهام فقال:"من يعرف ما يجري ولا يتحرك، هو برأيي أسوأ ممن لا يكترث إطلاقًا. هذا إبادة جماعية، أنتم تعلمون وتلزمون الصمت."
خلفية: الحصار وذكريات "مرمرة"
يُذكر أن الحصار البحري على غزة فُرض منذ عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على القطاع، وأعلنت إسرائيل القطاع "كيانًا معاديًا"، وفرضت قيودًا مشددة على حركة الأفراد والبضائع.
أشهر محاولات كسر الحصار كانت عام 2010، حين اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية سفينة "مرمرة" التركية، ما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك وإصابة 10 جنود إسرائيليين، في حادثة أثارت أزمة دبلوماسية دولية حادة.
ملاحظة أمنية
في مالطا، لا تزال التحقيقات مستمرة بشأن الهجوم الأخير على السفينة السابقة، بعد أن قامت طائرة عسكرية إسرائيلية باختراق المجال الجوي المالطي قبل وقوع التفجير، دون تأكيد رسمي حتى الآن.
منظمو "أسطول الحرية" يؤكدون أنهم سيواصلون محاولاتهم حتى "رفع الحصار بشكل كامل عن غزة"، فيما تتابع السلطات الإسرائيلية تطورات الإبحار عن كثب، وسط احتمالات كبيرة لتكرار سيناريوهات سابقة من اعتراض بحري أو منع الوصول.