في بداية العام، كانت شركة OpenAI، المطوّرة لأداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT، تُعد من أبرز نجوم السوق، وكان المستثمرون يتهافتون على الشركات المرتبطة بها. لكنّ الصورة اليوم تغيّرت تمامًا، إذ بدأت الشكوك تحيط بقدرتها على تحقيق الأرباح، وسط تساؤلات جدية حول كيفية تمويل التزاماتها المالية الضخمة، خاصةً أنها لا تبيع منتجات مباشرة للمستهلكين بشكل واضح ومربح.
جوجل تتقدّم.. وOpenAI تتراجع
في الوقت الذي تراجعت فيه ثقة السوق بـOpenAI، كانت شركة Alphabet، الشركة الأم لجوجل، تحقّق قفزات كبيرة، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققه نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "Gemini"، والذي نال إعجاب المستخدمين والخبراء على حد سواء. في المقابل، جاء إطلاق GPT-5 من OpenAI بردود فعل باهتة، ما زاد من القلق حول مستقبل الشركة.
بسبب هذا التفاوت، بدأت أسهم الشركات المرتبطة بـOpenAI مثل Oracle وAMD وMicrosoft تتراجع، بينما ارتفعت أسهم شركات تتعاون مع Google مثل Broadcom وLumentum وCelestica بشكل كبير.
فقدان الثقة والشك في الوعود
على الرغم من أن OpenAI أعلنت في الأشهر الأخيرة عن العديد من الصفقات والمشاريع الطموحة، إلا أن هذه الحركة أثارت مخاوف جديدة بشأن قدرتها على تمويل كل ذلك. فقد أظهرت تقارير مصرفية أن هناك فجوة تمويلية هائلة تصل إلى نحو 207 مليار دولار بين إيراداتها المتوقعة ونفقاتها حتى عام 2033.
المشكلة زادت تعقيدًا عندما أدلت المديرة المالية في الشركة، سارة فراير، بتصريح مثير للجدل، طالبت فيه الحكومة الأمريكية بضمانات تساعد على تمويل التوسّع، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات. لاحقًا، نفى المدير التنفيذي سام ألتمان وجود طلب رسمي، لكنّه أيضًا أثار جدلًا بتصريح متعالٍ قال فيه: "إذا أردتم بيع أسهمكم، سأجد من يشتريها".
Google تمتلك "كل الأدوات" للسيطرة على السوق
في المقابل، يرى كثير من المحللين أن Google في موقع أفضل بكثير. فهي تملك سيولة مالية ضخمة، وتعمل في مجالات متعددة، من الحوسبة السحابية إلى صناعة الشرائح الإلكترونية، فضلًا عن منصات رائدة مثل YouTube وWaymo. هذا التنوع يجعلها في وضع قوي يمكنها من السيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
ويُجمع خبراء على أن Alphabet باتت تمتلك جميع "القطع اللازمة" لتصبح الشركة الرائدة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، بعد أن كانت OpenAI تُعتبر المرشّح الأبرز لهذا الدور.



