فحص دم بسيط قد يكشف خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

الباحثون في جونز هوبكنز وجامعة فرجينيا يعملونحاليًا على تكرار الدراسة على مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من النساء، بهدف تطوير اختبار سريري قد يُصبح متاحًا خلال بضع سنوات 

راديو الناس|
1 عرض المعرض
فحص دم - صورة عامة
فحص دم - صورة عامة
فحص دم - صورة عامة
(Chatgpt)
أشارت دراسات دوليّة رائدة ، إلى تطوير فحص دم بسيط يُجرى خلال فترة الحمل قد يمكّن الأطباء من توقّع خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ((PPD، وهو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية يُعتبر الأكثر شيوعًا بين الأمّهات الجدد. جاء ذلك عقب وجود مؤشرات حيوية إبِيجينية (epigenetic biomarkers) تظهر في الدم خلال الثلث الثالث من الحمل، وتنبّئ باحتمال الإصابة بالاكتئاب بدقة تصل إلى 80%.
وفقًا للدراسات، فقد وجد الباحثون أنّ مستويات معيّنة من مركّبات عصبية مشتقّة من هورمون البروجسترون في الدمّ (كمركبيّ الـ Pregnanolone والـIsoallopregnanolone، اللذان يرتبطا بالتهدئة والاستجابة للضغط النفسي)، قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة
النتائج، التي نُشرت في مجلات طبية مرموقة مثل Neuropsychopharmacology، تُشير إلى أن هذا النوع من التشخيص المبكّر قد يفتح الباب لتدخّل وقائي يغيّر طريقة التعامل مع هذه الحالة النفسية الشائعة؛ إذ تمّ تسجيل فروقات واضحة في مستويات هذه المركبات لدى بعض النساء اللواتي ظهرت عليهن لاحقًا أعراض اكتئاب. من هنا فإنّ قياس هذه المركبات من خلال فحص دم بسيط قد يتيح للأطباء التدخل مبكرًا، وربما حتى قبل ظهور الأعراض.
نتائج الدراسات لا تزال في المراحل البحثية، لكنها تقدّم إمكانية واعدة: أن يتحوّل التشخيص النفسي إلى مسألة استباقية، لا ردّ فعلية. إن تمّ تأكيد هذه المؤشرات الحيوية في دراسات لاحقة، فقد نكون أمام تغيير جذري في كيفية دعم الصحة النفسية للأمهات خلال الحمل وما بعد الولادة.
اضطراب صامت يصيب ملايين النساء
اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسيّ قد يلحق بـ 10-15% من الأمّهات الجدد عالميًا؛ ورغم أن العديد من النساء يختبرن "كآبة ما بعد الولادة" العابرة، إلا أن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب طويل الأمد يترافق مع مشاعر حزن وقلق شديدين، وصعوبة في الارتباط بالطفل، ما قد يُخلّف أثرًا طويل الأمد على الأم وعلى الرضيع على حدٍ سواء.
تقول د. لورين أوزبورن، أستاذة الطب النسائي والنفسي في جامعة وايل كورنيل: "فترة ما بعد الولادة هي المرحلة الوحيدة في حياة الإنسان التي نعرف فيها بوجود محفز بيولوجي مؤكّد يؤدي إلى مرض نفسي. إذا استطعنا توقّعه عبر الدم، فإننا لا نساعد النساء فحسب، بل نغيّر أسلوب تعاملنا مع الطب النفسي برمّته."
الباحثون في جونز هوبكنز وجامعة فرجينيا يعملونحاليًا على تكرار الدراسة على مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من النساء، بهدف تطوير اختبار سريري قد يُصبح متاحًا خلال بضع سنوات.