أحمد كناعنة بعد مقتل قريبه راسم نعامنة من عرابة: دماءنا لا تُحرّك أحدًا

كناعنة في حديثه لراديو الناس: كواحد من سكان مدينة عرّابة، أسأل نفسي اليوم: هل هذه هي البلد التي أحببت أن أعيش فيها وأُربي أولادي وأحفادي؟

أحمد كناعنة: كان إنسانًا نقيًا وبعيدًا كل البعد عن أي نزاع
استديو الخميس مع محمد مجادلة
09:20
عبّر أحمد كناعنة، أحد أقارب ضحية جريمة القتل راسم نعامنة من مدينة عرّابة، عن حزنه العميق إزاء ما تشهده المدينة من تصاعد في أعمال العنف والجريمة، مشيراً إلى أن ما يحدث في عرّابة اليوم هو صورة مصغّرة لما تمرّ به جميع البلدات العربية، بحيث بلغ عدد القتلى في المجتمع العربي منذ بداية العام 212 قتيلا.
وقال كناعنة في حديثه لراديو الناس: "كأحد سكان مدينة عرّابة، أسأل نفسي اليوم: هل هذه هي البلد التي أحببت أن أعيش فيها وأُربي أولادي وأحفادي؟ للأسف، معظم الناس باتوا يقولون إنها لم تعد البلدة التي أحببناها لأنفسنا ولأبنائنا، وهذه المأساة يعيشها كل إنسان عربي في بلادنا."
وأشار إلى أن جريمة مقتل راسم نعامنة شكّلت صدمة قاسية لعائلته، خاصة أنه كان على صلة عائلية مباشرة بالمرحوم. وأضاف: "كان إنسانًا نقيًا وبعيدًا كل البعد عن أي نزاع. لم نتوقع أبدًا أن يُصاب بأذى. أن يُقتل شخص بهذه الطيبة والإنسانية، فهذا ضرب من الجنون."
1 عرض المعرض
جريمة جديدة ضحيتها راسم كناعنة
جريمة جديدة ضحيتها راسم كناعنة
جريمة جديدة ضحيتها راسم نعامنة
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
نعيش حالة خوف
وتابع كناعنة حديثه قائلاً إن حالة الخوف تسود بين الناس، إذ لم يعد أحد في مأمن من العنف الذي أصبح يطال الأبرياء لمجرد تشابه الأسماء أو علاقات القرابة: "اليوم كل إنسان يشعر أنه مستهدف، لا لسبب، سوى أن اسمه قد يشبه اسم شخص آخر يريد أحدهم الانتقام منه."
وفي تعليقه على المظاهرة القطرية المقررة في عرّابة يوم السبت المقبل احتجاجًا على تفشي الجريمة، قال كناعنة: "نحن بحاجة إلى استمرار هذه المظاهرات يوميًا، تمامًا كما يفعل ذوو الأسرى والمخطوفين في إسرائيل. يجب أن نرفع صوتنا كل يوم حتى تتحمّل الحكومة مسؤوليتها في حماية المواطن."
وأضاف منتقدًا موقف السلطات: "في دول أخرى، كانت تستقيل وزارات كاملة بعد مقتل طلاب في مدرسة. أما عندنا، فيُقتل الأطفال وحراس المدارس والمواطنون الأبرياء، ولا أحد يحرّك ساكنًا."
وفي الوقت نفسه، أقرّ كناعنة بضرورة النقد الذاتي داخل المجتمع العربي، لكنه أوضح أن المشكلة أعمق من ذلك: "صحيح أننا بحاجة لمراجعة تربيتنا وأنماط حياتنا، لكننا نعيش أزمة قيم. هناك جيل فقد بوصلته الأخلاقية لأن المجتمع لم يعد يوفر الوقت الكافي للتربية السليمة. الآباء منشغلون، والشارع صار هو المربّي."
وختم كناعنة حديثه بدعوة إلى إعادة ترتيب الأولويات داخل الأسر العربية: "علينا أن نضع أهدافًا لحياتنا، وأن نعيد التواصل مع أبنائنا، لأن التغيير يبدأ من البيت."