يقف حزب الله اليوم عند مفترق طرق حرج بعد اغتيال قائد أركانه علي طبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية، في عملية تُعدّ الأكبر منذ بداية المواجهة الحالية. ورغم إقرار الحزب بمقتل الرجل الذي يُنظر إليه كـ”الرجل الثاني” في الهرم العسكري، يلتزم الصمت حيال طبيعة الرد، وسط نقاش داخلي لبناني حول الخيارات الصعبة التي يواجهها التنظيم.
"كل خطوة تحت المجهر"
الخبير اللبناني خليل نصرالله، المقرّب من حزب الله، قال في مقابلة مع قناة الميادين إن الحزب يجري حسابات دقيقة قبل اتخاذ أي خطوة، لافتاً إلى أنّ وضعه الداخلي أصبح أقوى من السابق، لكن قرار الرد “مرتبط بالسؤال الأساسي: هل أنهى الحزب مرحلة إعادة البناء؟ إذا كان ما زال في طور الترميم، فمن المستبعد أن نشهد رداً ضخماً يشبه الردود السابقة”.
وأضاف نصرالله أن ردود الحزب خلال الأشهر الماضية على عمليات الاغتيال الإسرائيلية لم تردع إسرائيل، وأن أي عملية جديدة يجب أن تحمل “أثراً فعلياً” كي تغيّر قواعد اللعبة، ما يعقّد القرار ويجعل الحزب “غير ملزم بالرد الفوري”.
وسائل الإعلام اللبنانية: مرحلة جديدة من التصعيد
صحيفة المدن كتبت صباح الاثنين أن إسرائيل “كسرت الخط الأحمر مجدداً”، معتبرة أن العملية في الضاحية تُعدّ “تمهيداً لما هو أكبر”، وأن الأشهر المقبلة قد تشهد سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة وبسلاح الجو، في إطار مرحلة جديدة من التصعيد.
وبحسب "المدن"، حزب الله يتجه إلى سياسة "تحمّل الألم" وتجنّب إعطاء إسرائيل الذريعة التي تسعى إليها لتوسيع المواجهة. الصحيفة أشارت أيضاً إلى تبدّل الظروف الإقليمية، وإلى أن سوريا—التي شكّلت في الماضي غطاءً استراتيجياً للحزب—لم تعد حليفاً يمكن الاتكال عليه كما كان.
“السؤال ليس هل ستقع الحرب بل متى”
صحيفة النهار رأت أن الاغتيال في الضاحية يحمل رسالة مقلقة، مشيرة إلى أن إسرائيل “لا تعترف بحدود أو اتفاقات” تحدّ من سياستها العسكرية. وكتبت أن التوقيت—قبل أيام من مرور عام على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل—يدلّ على أن الطرف الإسرائيلي “يعتبر العملية خطوة في اتجاه مواجهة واسعة”.
الصحيفة أضافت أن الضربة جاءت بعد 48 ساعة فقط من مبادرة طرحها الرئيس اللبناني جوزيف عون لفتح مسار تفاوض جديد، لكن الرد الإسرائيلي جاء عبر “التصعيد لا الحوار”، في ظل “تجاهل أميركي كامل”.



