شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية مساء أمس قمة سلام تاريخية جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة مصر وقطر وتركيا، وأسفرت عن توقيع وثيقة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق مسار جديد للسلام في الشرق الأوسط، في حين شهد المجتمع العربي ليلة دامية راح ضحيتها شابان في جريمتي إطلاق نار منفصلتين.
ترامب يعلن نهاية الحرب وبداية السلام
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال القمة توقيع وثيقة تاريخية قال إنها تُنهي الحرب في غزة وتدشّن مرحلة جديدة من السلام، مؤكّدًا أن دولًا عربية وإسلامية أبدت استعدادها لقيادة جهود إعادة إعمار القطاع.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقب القمة إنّ “سكان غزة سيبقون في القطاع، وأن الدول الأغنى في العالم مهتمة بتحسين الأوضاع المعيشية هناك”.
وأوضح أن الاتفاق يشكل “فرصة نادرة لتحقيق سلام دائم يضمن الازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”.
السيسي: لحظة تاريخية تنهي صفحة الحروب
من جانبه، رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاتفاق واصفًا إيّاه بـ“اللحظة التاريخية الفارقة التي تُنهي صفحة مؤلمة من الحروب”.
وأكد السيسي أن “السلام خيار استراتيجي لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها”، مشددًا على “حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة”، كما أعلن استعداد مصر لقيادة عملية إعادة الإعمار في غزة.
وكانت القمة التي دعا إليها السيسي قد شهدت مشاركة قادة مصر وقطر وتركيا والرئيس ترامب، إضافة إلى وفود من أكثر من ثلاثين دولة ومؤسسة دولية، بينها فلسطين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا، بينما غاب عنها التمثيل الإسرائيلي وحركة حماس.
إسرائيل ترحب بحذر... ونتنياهو يشيد بترامب
وفي خطاب ألقاه في الكنيست الإسرائيلي بحضور الرئيس الأمريكي، عبّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن شكره لترامب، واصفًا إياه بـ“الصديق الأفضل لإسرائيل في البيت الأبيض”، وأشاد بخطة السلام الجديدة معتبرًا أنها “مفتاح لإنهاء الحرب وبناء مستقبل مستقر في المنطقة”.
وكان ترامب قد زار إسرائيل لساعات قبل التوجه إلى شرم الشيخ، حيث قال في خطابه أمام الكنيست إن إسرائيل “حققت كل ما يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية”، داعيًا إلى تحويل “الإنجازات الميدانية إلى سلام وازدهار دائم”.
اعادة جثامين المختطفين الإسرائيليين
أفادت مصادر أمنية رسمية ان إسرائيل فوجئت بأن حماس سلّمت أربع جثامين فقط من بين المحتجزين القتلى، وسط شكوك في ادعائها بعدم معرفة أماكن الآخرين.
وحذّرت المصادر من أن رفض حماس التعاون في تسليم بقية الجثامين سيُفسَّر كمحاولة للاحتفاظ بها كورقة تفاوض.
من جانبه، اتهم وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حماس بخرق الاتفاق بعد إعلانها تسليم رفات أربعة رهائن فقط، معتبرًا ذلك "إخلالًا بالتزاماتها" ومتوعدًا بردٍّ مناسب.
فيما اشارت مصادر اسرائيلية مطلعة ان احد اطراف الوساطة اكد للجانب الاسرائيلي بوجود اشكاليات موضوعية حقيقية تعيق وصول حماس للجثامين، وان دول الوساطة تعمل على حل القضية.
برلين تراجع قيود تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
وفي برلين، صرّح نائب المستشار الألماني أن الحكومة ستعيد تقييم القيود المفروضة على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، والتي فُرضت في أغسطس الماضي، مشيرًا إلى إمكانية رفعها “في ضوء التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في المنطقة”.
ليلة دامية في كفر كنا وطلعة عارة
وفي البلاد، قُتل الشاب علي وائل عواودة (22 عامًا) فجر اليوم متأثرًا بجراحه الخطيرة إثر جريمة إطلاق نار في قرية كفر كنا، بعد ساعات من مقتل الشاب محمد رفاعي (26 عامًا) من قرية سالم في جريمة مماثلة عند مفترق مجيدو.
وأفادت الشرطة بأنها فتحت تحقيقًا في الحادثتين دون الإعلان عن اعتقال مشتبهين حتى الآن.
وبمقتل الشابين، يرتفع عدد ضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي إلى 201 قتيلاً منذ بداية العام، بينهم 20 امرأة، في تصاعد مقلق لظاهرة الجريمة المنظمة.
بينما تتجه الأنظار إلى نتائج اتفاق شرم الشيخ وما إذا كان سيفتح صفحة جديدة من الاستقرار في الشرق الأوسط، يبقى تصاعد العنف في الداخل الفلسطيني جرس إنذار يهدد السلم المجتمعي، ويطرح تساؤلات حول قدرة مؤسسات الدولة على فرض النظام وحماية المواطنين.