تسبّب نقص حاد في مراقبي الحركة الجوية بإلغاء نحو ألفين وخمسمئة رحلة داخل الولايات المتحدة، مع دخول إغلاق الحكومة الفدرالية يومه الأربعين، في أطول تعطيل من نوعه في تاريخ البلاد. ويأتي ذلك في ظل استمرار الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن تمرير ميزانية تتيح استئناف عمل المؤسسات الحكومية.
وقالت إدارة الطيران الفدرالية (FAA) إن النقص في القوى العاملة يؤثر على اثنين وأربعين برج مراقبة ومراكز تحكم في الطيران، ما أدى إلى تأخيرات في الرحلات على الأقل في اثنتي عشرة مدينة كبرى، منها نيويورك وشيكاغو وسان فرانسيسكو وأتلانتا ونيوآرك. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، ألغيت أكثر من ألف وخمسمئة رحلة، وتأخرت نحو ستة آلاف أخرى.
وأوضح مسؤولون في الإدارة أن نحو ثلاثة عشر ألف مراقب طيران وخمسين ألف موظف في أقسام التفتيش الأمني يعملون من دون أجر منذ بداية الإغلاق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، بينما توقّف ما بين عشرين وأربعين في المئة من المراقبين عن الحضور للعمل. ونتيجة الإرهاق المتزايد، حذر الطيارون من وقوع مئات الأخطاء في أبراج المراقبة.
وأعلن وزير النقل، شون دافي، أن السلطات قد تضطر إلى خفض عدد الرحلات بنسبة عشرين في المئة إذا استمر الغياب بين المراقبين، فيما قررت إدارة الطيران خفض الرحلات بأربعة في المئة في أربعين مطاراً رئيسياً، على أن يرتفع الخفض إلى ستة في المئة الثلاثاء المقبل، ثم إلى عشرة في المئة منتصف الشهر، ما سيؤثر في الرحلات التابعة لشركات "أمريكان إيرلاينز" و"دلتا" و"يونايتد" و"ساوث ويست".
مخاطر على السلامة الجوية
وفي جلسة استماع بمجلس الشيوخ، حذر السيناتور الجمهوري تيد كروز من "مخاطر على السلامة الجوية"، مشيراً إلى أن الطيارين أبلغوا عن أكثر من خمسمئة خطأ منذ بدء الإغلاق. وقال زعيم الجمهوريين في المجلس جون ثون إن المفاوضات مع الديمقراطيين "تسير في اتجاه إيجابي"، رغم عدم التوصل إلى اتفاق بعد.
ويعود الإغلاق إلى فشل الطرفين في التوافق على قانون موازنة مؤقتة، إذ يشترط الديمقراطيون تمديد الدعم الصحي لنحو أربعةٍ وعشرين مليون أميركي ضمن برنامج "أوباما كير"، بينما يرفض الجمهوريون هذا الشرط. وبسبب استمرار الأزمة، وُضع مئات الآلاف من الموظفين في إجازة قسرية، فيما يواصل العاملون في القطاعات الحيوية، مثل الطيران والشرطة والجيش، أداء مهامهم من دون رواتب، ما تسبب في أزمات مالية واسعة بين الموظفين الفدراليين.


