تداولت جهات حقوقية نبأ اعتقال شاب بسبب محادثة أجراها مع خدمة محادثة الذكاء الاصطناعي chat gpt، ما أدى لاعتقاله بسبب استفسارات كان قد وجهها لهذه الخدمة. فيما أثارت هذه الأخبار تساؤلات حول مدى قانونية محاسبة أو اعتقال أشخاص بسبب محادثات افتراضية.
وفي متابعة لقضية الاعتقال الإداري المرتبطة باستخدام محركات البحث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تناول راديو الناس القضية لبحث أبعادها وتداعيتها مع كل من المحامي معاذ أبو رشيد والصحفي التقني أنس أبو دعابس
أبو رشيد: الذكاء الصناعي ليس مخالفة إلا إذا ارتبط بتهديد أمني
أبو رشيد: الذكاء الصناعي ليس مخالفة إلا إذا ارتبط بتهديد أمني
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:39
أكد المحامي معاذ أبو رشيد أن الاعتقال الإداري لا يعتمد فقط على استخدام أدوات مثل غوغل أو تشات جي بي تي، بل على مراقبة سلوك المستخدمين عبر الإنترنت بشكل مستمر. وقال: "استخدام محركات البحث أو تشات جي بي تي بشكل عادي لا يُعد مخالفة، إلا إذا ارتبط بالدخول إلى مواقع تعتبرها إسرائيل معادية، أو كان البحث جزءاً من نشاط يمكن اعتباره تهديداً أمنياً."
وأشار إلى أن القانون الجنائي الإسرائيلي لا يعاقب على الأفكار، بل على الأفعال أو المنشورات التي تخرج عن إطار الخصوصية الشخصية. وتابع "التفكير أو الفضول الشخصي لا يشكل جريمة، لكن عندما تتحوّل هذه الأفكار إلى أفعال علنية، يمكن محاسبتك قانونياً."
وشدّد أبو رشيد على ضرورة استخدام الأدوات الرقمية بحذر:"الأفضل استغلال منصات مثل غوغل وتشات جي بي تي في المجالات التعليمية والعلمية والترفيهية فقط، مع الوعي الدائم بأن كل ما نقوم به في العالم الرقمي خاضع للرقابة."
أبو دعابس: هنالك اعتراف باستخدام الذكاء الصناعي كأدلة في المحاكم
أبو دعابس: هنالك اعتراف باستخدام الذكاء الصناعي كأدلة في المحاكم
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:26
من جهته، أشار الصحفي التقني أنس أبو دعابس إلى أن الوصول إلى بيانات المستخدمين يمكن أن يحدث عبر أدوات متعددة تشمل الهواتف المحمولة، الشبكات الاجتماعية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأضاف أن أحد مؤسسي شركة أوبن آي، سام ألتمان، تحدث سابقاً عن إمكانية استخدام بيانات المحادثات ضد المستخدم في المحاكم، مما يفتح المجال للتحليل التقني حول آليات عمل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضح أبو دعابس أن أدوات الذكاء الاصطناعي تجمع معلومات لا تقتصر على الكلمات البحثية، بل تستخلص أنماط سلوكية وعاطفية من المحادثات، مما يجعلها تشبه الأرشيف الذي يمكن الرجوع إليه لاحقاً. وقال: "هذه الآلة ليس صديقك، بل هي أداة تستطيع استخلاص معلومات عن شخصيتك وطريقة تفكيرك، ومن هنا تأتي المخاطر إذا لم نستخدمها بحذر."
وشدّد على أهمية الوعي في الاستخدام الرقمي: "الفضول إيجابي غالباً، لكنه قد يدفع المستخدم إلى أماكن خطرة أو حساسة، لذلك يجب أن يكون استخدام هذه المنصات بطريقة واعية، وتجنب كشف تفاصيل شخصية أو معلومات حساسة."

